ظهر لي حيال استكشافي لفكرة خاصة بمشروع بحثي مصطلح «الدبلوماسية الرقمية» وبعد عدة قراءات متفرقة أستطيع القول إن هذا المصطلح بشكل مبسط يشير إلى أن الدبلوماسية التقليدية أصبحت أكثر تفاعلية، وأصبح بمقدور الجميع أداء المهام المطلوبة من الموظف الدبلوماسي في وزارة خارجية دولة ما، والتي تدور في الغالب حول هدف تحسين الصورة الذهنية للدولة وتحسين سياساتها الخارجية نحو الدول الأخرى وبناء علاقات طيبة معها، لكن بصورة مغايرة عما هو متعارف عليه!
إن كلمة «الرقمية» هنا كثيراً ما أشير بها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن غيرها من المواقع الإلكترونية والمدونات والمساحات الافتراضية في فضاء الإنترنت، فما استحدثه السباق مع الزمن الذي كنا في الماضي القريب مهووسين فيه، باعتراف الجميع شيء استثنائي، إذ لم يعد المواطن بحاجة إلى الانتظار أمام شاشة التلفاز لسماع الأخبار بشكل سلبي، وتلقي آخر ما وصلت له مجريات الأحداث والقرارات النهائية التي تمت خلف أبواب مغلقة، بل أتاحت له تكنولوجيا العصر الرقمي وأدواته أن يدخل في هذا المعترك الحامي، وأن يعمل على خلق رأي ما، وهذا اضعف الإيمان.
الدبلوماسية الرقمية وتحديداً في المجتمعات الافتراضية، أتاحت الفرصة لكل منا في أن يصبح دبلوماسياً ضمن قالب يصنعه بنفسه، والدبلوماسية هنا هي دبلوماسية صناعة الصورة الذهنية لدى المواطن في الدولة الأخرى، من خلال توصيل أفكارك أو مشاريعك أو حتى توظيف رؤيتك الوطنية بعد أن تكسبها صفة شخصية تعود بها إلى ذاتك وتعكسها من خلال هذه المجتمعات الافتراضية، مما يضفي مصداقية أكبر لك في المقام الأول، ثم على دولتك في المقام الثاني على المدى الطويل، وهذا المدى هو ما تطمح له كل الحكومات والشعوب، وهو أن تترسخ صورة مشرفة عن هذه البلاد لدى غيرها من بلدان وحكومات وشعوب.
الوقت الحاضر يلح على الاستثمار في المواطن، فهو الدبلوماسي الجديد الذي سيتخطى الكيان الوزاري، والصفات الرسمية الممثلة، لبناء سمعة طيبة لبلده.
أسماء عبدالله الصياح
طالبة ماجستير إعلام عام- كلية الآداب
إضافة تعليق جديد