الاختبارات النهائية هي جواز العبور، الجواز الذي يشهد للطالب أنه مؤهل للانتقال لمرحلة عليا عما كان عليه من قبل، ولذلك فهي شهادة أن الطالب قد اكتسب المهارات والقدرات المستهدفة للصفوف الأدنى، وأنه أصبح ذا أهلية لاكتساب مهارات وقدرات جديدة تنتظره في الصفوف العليا.
المهارات والقدرات لا تعني المعلومات فحسب، فالمعلومات ليست غاية في حد ذاتها، إنما هي وسلة لتمكين الطالب من اكتساب المهارة أو القدرة على تطبيق المعلومات في مناحي الحياة المختلفة. لذلك فمجرد حفظ المعلومات وانتظار الامتحانات لإفراغها من الرؤوس لن يقدم الطالب، ولن يؤهله لأخذ مقعده في الصفوف المتقدمة.
إن ما نحتاج إليه لأن نعلمه لأولادنا أن يدركوا أن الدراسة ليست كتابا ومعلما وواجبات فقط، بل الدراسة هي فرصتهم الكبيرة لتنمية مهاراتهم، ولأن يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم، وتقديم أنفسهم ليأخذوا مكانتهم في المجتمع، بطريقة بناءة، يسهمون بها في رقي المجتمع وتطويره.
لقد صبت رؤية 2030 اهتماما كبيرا تجاه التعليم، سواء فيما يتعلق بالمعلم أو الطالب أو غيرهما من عناصر العملية التعليمية، ولقد أولت الرؤية الطلبة عناية خاصة؛ فجعلته محور العملية التعليمية، وخففت من الأعباء المعلوماتية عليه، مقابل زيادة محفزات البيئة التعليمية، والأنشطة التربوية، التي تجعل الطالب مندمجا في العملية التعليمية، بما يكسبه المهارات الحياتية، ويجعل من التعليم جزءا مفيدا له في حياته، يؤهله تأهيلا عاليا ومناسبا للعمل في المستقبل.
لهذا، فإننا نؤكد باستمرار على ضرورة الاهتمام بجانب المهارات والقدرات التي يكتسبها الطلبة، وتقييم الطلبة وفقا لهذه المهارات المكتسبة، التي تبنيهم وتؤهلهم طوال العام شيئا فشيئا، وتقليل التقييم الذي يعتمد على المعلومات وتخزين المعارف، التي سرعان ما ينساها الطلبة بعد انتهاء الامتحانات..
إن المهارات مثل الشجرة، لا تأتي دفعة واحدة، بل تنمو كل يوم، ولذلك تحتاج إلى رعاية مستمرة، وتعهد دائم، وسقيها بالماء باستمرار، وتعريضها للضوء والهواء، وتوفير مختلف الظروف لنموها... وكذلك المهارات هي بحاجة إلى تنمية مستمرة، ورعاية وتبيئة وتهيئة؛ حتى تؤتي أكلها، ويصبح الطالب أكثر اهتماما بالحفاظ عليها، وتطويرها؛ حين يجد فائدتها ونفعها له في حياته بطريقة مباشرة.
د عادل عبد القادر المكينزي
إضافة تعليق جديد