بغير وعي منّا نصبح غير راضين عن ذواتنا عندما نخطئ، أو عندما ننجز عملاً لم يصل إلى درجة الكمال المطلوبة، أو عندما نرى أننا لا زلنا نمتلك صفات سلبية ونشعر بالخجل منها.
لم كل هذا الشعور؟!
ما سبب سعينا إلى الكمال؟
هل من الواجب علينا ذلك؟
هل نستمد رضانا عن ذواتنا بكمالنا في أعمالنا وفي شخصياتنا وفي تعاملنا مع الآخرين؟
لماذا لا نرفق بذواتنا ولا نطالبها بنتائج خيالية سريعة ولا نحمّلها فوق طاقتها ونتوقف عن هذا الداء ونعرف بأنه وهم لا يمكن الوصول إليه وهم المثالية!
من الجميل أن نسعى للمثالية، لكن ليس من الصحي إرهاق الذات والحكم عليها بأنها سيئة أو غير كافية لمجرد أنها تصرفت بشكل خاطئ، أو كانت لديها صفات سلبية، أوعاملت الآخرين بغير قصد منها بشكل سيئ.
ستنعم بحياتك عندما توقف هذه الأفكار المرهقة للذات وتطفئ هذا الصوت المزعج في عقلك الذي يعيد عليك كلمة «من الضروري أن أفعل كذا» أو «أكون بصورة كذا» أو «أن أصل إلى هذه النتيجة المثالية».. لا ياعزيزي ليس من الضروري ذلك، بل من الضروري والطبيعي أن تكون غير مثالي.
إذاً كيف تتصرف إذا رأيت نفسك تشعر بعدم الرضا عن ذاتك لأنك لم تصل إلى النتيجة المطلوبة المثالية في نظرك؟
أولاً: اهدأ وابتسم وكن مرناً متقبلاً لكل أخطائك وعيوبك التي تعلمك أشياء كثيرة عن نفسك، أعلم جيداً أن هذا فيه من الصعوبة لكن لا ضير في المحاولة.
ثانياً: اشكر نفسك وأثنِ عليها وعلى مجهوداتك التي قمت بها قدرّها، وكافئها لمجرد أنها حاولت واجتهدت وسعت للكمال ولا تنتظر الثناء من غيرها حتى لا تشعر بالإحباط.
ثالثاً: توقف عن لومها إذا أخطأت، احتضن نفسك وارفق بها، أصلح ما يمكنك إصلاحه، نفسك تشعر بالخوف إذا أخطأت تريد أن تحمي ذاتها من شعور الغضب والرفض من الآخرين، أخبرها بأنه لا بأس في ذلك الجميع يخطأ، ولا نهضة من غير كبوة!
أخيراً كن نفسك وكن حقيقتك ولا تحاول أن تكون شخصاً آخر، هذه رحلتك وهذه حياتك، تقبلها وتعلم منها ولا تخلق عدواة مع ذاتك.
نورة مفرس البقمي
طالبة دراسات عليا
قسم تقنيات التعليم-كلية التربية
إضافة تعليق جديد