كنت أبحث عن موضوع لمقالي اليوم وفق قاعدة «وما أكثر الموضوعات حين تعدّها، ولكنها عند المقالات قليل» حتى فاجأني «تويتر» بتهنئتي لمرور 10 سنوات على انضمامي إلى ناديه فصار هو الموضوع.
قبل «تويتر» كان الفيسبوك والبلاك بيري وبعده الآيفون، وهي جميعاً عناصر ثورة إلكترونية، حسمت التاريخ لصالحها فحوّلته إلى مرحلتين من وجهة نظري الخاصة: مرحلة ما قبل السوشيل ميديا، ومرحلة ما بعد السوشيل ميديا.
وقد قيل سابقاً كشعار «كل مواطن خفير» ولكن مواقع السوشيل ميديا أطلقت شعار آخر مفاده «كل مواطن خبير في كل قضايا الساعة»، حتى صارت مقالة واحدة لا تكفي، فنحن نكتب على مدار اليوم جملاً مبعثرة، نسجل فيها موقفاً ونحلّل ونرصد حتى صار كل مواطن إعلامياً وكل إعلامي قائداً، فصار الشعب جيشاً من القادة من دون جمهور.
وعندما تحوّل الجمهور إلى قيادة لارتفاع وعيه، لم يعد أمام الحرس القديم سوى رفع وعيه، لمواكبة جمهور القادة بدلاً من تضييع وقته في محاولة تخفيض وعي الجمهور، والتضييق عليه ومحاولة إلغاء وجوده في الفضاء الرحب، ليحتكر بقعاً مهجورة، التي كان يفترض منهم إحياؤها لتصبح عناصر جذب.
ماذا فعل بنا تويتر، وثّق ثرثرتنا، طورها، مع الوقت نضجنا، جاء الانستغرام لوّنها بالصوت والصورة، وميزة هذه البرامج عموماً أنها تطوّر نفسها وتواكب التطورات والمتغيرات كي تغيّرنا، حتى نسينا حياتنا قبل تويتر، فهناك مراحل في حياة الإنسان تلغي ما قبلها، ومنها مرحلة تويتر التي أوصلتنا إلى الإنستغرام، فصرنا ننام في تويتر ونصحو على الإنستغرام والعكس صحيح، لدرجة أننا ننسى ماتبقى من يومنا الذي نقضيه في صمت، فكل ما لدينا قلناه إما في تويتر وإما في الإنستغرام وهذا حالي عندما أود البحث عن موضوع مقال جديد، إلا هذه المرة التي احتفل بي تويتر بمرور أكثر من «عقد» لي في ربوعه العامرة، فاحتفلت به في مقال يليق بمقامه.
ألم يُقل: لكل مقام مقال!
عبدالله بن محمد الشمراني
مكتبة الملك سلمان
إضافة تعليق جديد