كتبت قديماً عن هذا الموضوع ومازلت عند رأيي بأن المعدل التراكمي يظلم الطلاب ذوي الدرجات المتدنية في بعض المقررات.
أدرك أن المعدل محاولة لتحليل رموز وتحويلها لأرقام قابلة للحساب، وأن 2 من 5 مثلاً لا تعني 40٪ كما هي في الحقيقة، وأن المقصود أن الطالب حاصل على تقدير مقبول فحسب، ولكن عندما حولت هذه الأمور إلى أرقام واختلط بعضها ببعض تغير الأمر وأصبح الحساب مؤثراً بالرمز.
مثال: لو حصا طالب على تقدير «ممتاز مرتفع» في مقرر من ساعتين، وعلى «مقبول» في مقرر آخر بنفس عدد الساعات، فصار مجموع النقاط «14» أي أن معدله «3.5» جيد مرتفع، مع أنه في الحقيقة يستحق جيد جداً.
هذا مثال يسير للتوضيح، وإلا فالتباين الذي يحصل أكبر من ذلك بكثير، إذ ربما تخرج الطالب بتقدير «مقبول» رغم وجود مقررات ليست بالقليلة حصل فيها على تقدير «جيد».
وفي المقابل عندما يكون الطالب متفوقاً لا يؤثر فيه الانخفاض تأثيراً يذكر، فلو حصل في نصف مقرراته على «ممتاز مرتفع» وفي النصف الآخر من عدد الساعات حصل على «جيد جدا مرتفع» لأصبح معدله «4.75» أي مازال تقديره «ممتاز مرتفع» ولم يؤثر فيه تقدير «جيد جدا».
وهذا يذكرني بقصة }نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب{ «سورة ص: 21» إذ كان الغني يرى أن له حقه وزيادة، وأن مال الفقير لا قيمة له حتى يؤبه له رضي بذلك أم غضب!
ومع ذلك لا ننسى أن إضافة «A+» بعد أن لم تكن موجودة سابقاً، قد خففت حدة التباين، لكن ليتهم يرفعون رقم المقبول ليكون «3 من 5» والمقبول مرتفع «3.25» وجيد «3.5» وجيد مرتفع «3.75» لكل مقرر وليس للمعدل التركمي وحسب، كذلك التسوية بين الرسوب والحرمان في المعدل التراكمي قد لا تكون من الإنصاف، إذ كيف يساوى من بذل جهداً وأخفق مع المهمل الذي لا يحضر!!
أسماء الحميضي
كلية التربية
إضافة تعليق جديد