الريادة الحضارية لإنسان جزيرة العرب بمكة المكرمة

عقدت الجمعية السعودية لعلوم الحياة لقاءها الثاني والثلاثين تحت رعاية جامعة أم القرى وذلك خلال الفترة من 21 إلى 23 رجب 1438هـ الموافق 18 إلى 20 أبريل 2017م، وقد قام رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور إبراهيم عارف بدعوة الدكتور عبدالعزيز بن لعبون كمتحدث رئيس في اللقاء حول اهتمام رؤية 2030 بالإنسان وتراثه وثرواته في المملكة، وذلك في الحفل الافتتاحي للقاء بجامعة أم القرى.
افتتح الحفل في القاعة الكبرى بجامعة أم القرى في عرفات بتلاوة من القرآن الكريم، ثم كلمة لعميد الكلية أعقبها كلمات لرئيس الجمعية ومعالي مدير الجامعة وبعدها تم التكريم وتبادل الهدايا. وقد أهدى الدكتور ابن لعبون عددًا من كتبه ومخرجاته العلمية لمعالي مدير الجامعة.
تناول البحث ثلاثة محاور رئيسة، هي استعراض المعالم الجيولوجية للمملكة من حيث موقعها بالنسبة للصفيحة العربية، ومواقعها الجغرافية القديمة عبر الزمن الجيولوجي، ومعالمها البنائية، وفترات الجليد، وبراكينها، وتنوع صخورها من نارية ومتحولة ورسوبية قديمة يمتد سجلها الجيولوجي من حوالي 1600 مليون سنة حتى 542 مليون سنة.
فيما استعرض في المحور الثاني ما تحتوي عليه صخور الدرع العربي النارية والمتحولة من ثروات طبيعية فلزية كالذهب والفضة والنحاس والقصدير والحديد وغيرها والعناصر المشعة ومواد الخام وغيرها، وصخورها الرسوبية وما تحتوي عليه من معادن لا فلزية كالفوسفات والبوكسيت ومياه جوفية ونفط وغاز وغيرها.
أما المحور الثالث فقد تحدث د. ابن لعبون فيما يتعلق بالعمق الحضاري لإنسان جزيرة العرب من واقع الرسومات الصخرية التي عثر عليها في مختلف مناطق المملكة، واستنطاق تلك الرسوم علميًا للتعرف على الحياة الفطرية، ومعرفة المناخ القديم، وتاريخ الانسان من خلال مختلف أنواع الرسومات الصخرية التي تبين أنشطته، وممارساته، وإبداعاته، وريادته الحضارية.
واختتم ابن لعبون بحثه بتوصية أن الإنسان القديم قد وثق تاريخه عبر الرسومات الصخرية بشكل واضح وشامل، وأنه يجب البحث واكتشاف المزيد من هذه الرسومات الصخرية، والمحافظة عليها، وتكثيف دراستها للخروج بتصور أشمل للمناخ القديم، والحياة الفطرية، وتاريخ الإنسان القديم وأثره الحضاري.