رسم العامين الماضيين ملامح العصر القادم كعصر يعتمد على التقنية وتعمل فيه القوى البشرية عن بعد، وقد برزت فيها الحاجة لعدد من المهارات اللازمة للمنظمات لمساعدتها على النمو ومواجه الازمات وإحداث التغييرات السريعة التي اضطرت لها. وقد اعتلت المهارات الشخصية قمة المتطلبات المهارية لدى مسؤولي التوظيف. وفيما يلي نورد قائمة بأهم المهارات الشخصية المطلوبة في سوق العمل التي أجمع عليها خبراء تنمية الموارد البشرية:
التكيف والمرونة
احتاجت المنظمات خلال أزمة كورونا لإجراء تغييرات كبرى على مستويات متعددة من العمل. ويرتبط النجاح في عالم ما بعد كورونا بالقدرة على التعامل مع التغيير بشكل أفضل والتكيف في أي بيئة عمل. ففي ظل عدم وضوح الرؤية لابد من تهيئة نفسك لتبادل الأدوار وتغير نماذج وأنماط العمل الذي يمكن أن يحدث بين يوم وليلة وأن يكون لديك الثقة من خلال فهم أدوارك والهدف الذي تسعى له منظمتك.
الذكاء العاطفي
يأتي الذكاء العاطفي في قمة المهارات الشخصية المطلوبة لسوق العمل ويرتبط بالقدرة على الوعي الذاتي بمشاعرك والتعبير عنها والتحكم بها وكذلك إدراك مشاعر الاخرين. ففي الأوقات التي يشعر فيها الناس بالقلق من المهم للمنظمات أن تتمكن من التواصل معهم على المستوى العاطفي. التعاطف مع العملاء والجماهير والارتباط بهم وفهم مواقفهم وبالتالي تحديد النبرة المناسبة لإيصال رسائلهم وفهم ردة فعلهم تجاهها وبالتالي الاستجابة لها في نفس اللحظة مما يعمق العلاقات ويرفع الثقة.
الشغف بالتقنية
حفزت أزمة كورونا المنظمات للتحول الرقمي في محاولتها لمواجهة الازمة ومعايشة الظروف. وستشكل تقنيات مثل التخزين السحابي والاتصالات المرئية والعرض البصري للبيانات جزءا كبيراً من الأعمال فيما بعد الازمة، وسواء كنت تعمل في المجال التقني أو غيره فأفضل طريقة لتأهيل نفسك لسوق العمل هي في معرفة كيفية التعامل مع هذه التقنيات وغيرها وفهم لغتها ومواكبة كل جديد حولها.
عقلية النمو
ترتبط عقلية النمو بمهارة التعلم المستمر، لأن إدراك الشخص أن بإمكانه أن يطور نفسه ويكتسب مهارات جديدة تقوده نحو تحقيق نجاحات أكبر ينعكس على رغبته بالتعلم وسعيه لتوسيع آفاقه وخوض المخاطر والتحديات الجديدة. وقد تكون هذه المهارة تقليدية لكن ستزداد الحاجة لها في السنوات القادمة التي ستصبح فيها معظم المعارف الحالية غير مطلوبة في سوق العمل.
التفكير النقدي
عانى العالم من ارتفاع وتيرة الشائعات والمعلومات المغلوطة والتفسير الخاطئ للبيانات وهو أمر طبيعي خلال الأزمات نتيجة ازدياد القلق ونهم الناس للمعرفة. وبالتالي فإن التفكير النقدي القائم على التصنيف الموضوعي للمعلومات التي ترد من مختلف المصادر لتحديد مدى مصداقيتها وتحديد أي البيانات أكثر أهمية والتحليل الصحيح لها باستخدام المنطق وتقييم إيجابيات وسلبيات الخيارات المختلفة هي مهارة ذات أهمية بالغة للمستويات العليا من الإدارة إذ تعتمد عليها الشركات في الاستجابة للأزمات واتخاذ أفضل القرارات والتنبؤ بالمستقبل والاستعداد المناسب له.
القيادة
مع التغيرات الكثيرة التي طرأت على الهياكل التنظيمية المعتادة إلا أن الحاجة إلى قيادة قوية في ظل التباعد الاجتماعي والعمل عن بعد ستستمر، لأن الناس سيواصلون العمل في فرق أكثر مهارة، ولدعم هذا النمو ستكون هناك حاجة أكبر لمحترفين بمهارات قيادية عالية بما في ذلك حل المشكلات والتعامل مع المواقف المعقدة وتكوين فرق العمل وتحفيز الموظفين وإلهامهم وتشجيع التعاون بينهم.
ديمه بنت سعد المقرن
إضافة تعليق جديد