أجدها فرصة سانحة بمناسبة اليوم الوطني 91 لمملكتنا الأبية لأتقدّم بخالص التهاني وصادق التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولوليّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عَرَّاب رؤية المملكة 2030، سائلة المولى القدير لهما العون والتوفيق والسداد والنصر المؤزرعلى كل من يحمل شراً لهذا الوطن المعطاء الذي عمّ خيره جميع أنحاء الدنيا .
شهدت المملكة العربية السعودية منذ مبايعة الملك سلمان العديد من المنجزات المتنوعة في مختلف القطاعات التي ساهمت في بناء الوطن، وخدمة المواطن. ولعل من المفيد في هذه المناسبة الوطنية السنوية أن نسطر أبرز الإنجازات التي حققتها المملكة منذ اليوم الوطني 90 وحتى اليوم الوطني 91 أي في بحر عامنا الذي مضى. وتلك إنجازات على مختلف الأصعدة حيث تعزز وجود المملكة وحضورها الفاعل في المحافل الدولية ، وفي صناعة القرار العالمي، وواصلت المملكة نهجها في تطوير العلاقات مع كافة الدول، وذلك من خلال توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع كثير منها في الشرق والغرب ، إضافة إلى الزيارات المتبادلة وبلدان كثيرة، تلك الزيارات التي عكست السياسة الخارجية للمملكة ودورها في حفظ السلام والأمن الدوليين ، انطلاقًا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وفي إطار الأعمال الإنسانية كانت المملكة سبَّاقة في مدّ يد العون لنجدة أشقائها وأصدقائها في كل أنحاء العالم في أوقات الكوارث التي تلمّ بهم ، إدراكًا من مسؤولياتها نحو المجتمع الدولي. ومن ذلك دعم مبادرة منظمة التعاون الإسلامي لتوفير اللقاحات للدول الأقلّ نموا بـ 20 مليون ريال.
وعلى الصعيد المحلي أود التركيز على رؤية الوطن الطموحة، وما أولته سياستها الاقتصادية الحكيمة من استضافة 150 شركة عالمية ومحلية في قطاع التصميم والبناء للتعرف إلى تلك الرؤية. وما أعلنه عراب تلك الرؤية من مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر .
وفي المجال التقني شهدت المملكة تقدما ملحوظا يذكر لها وتشكر عليه ويكفيها القول أن مدينة الرياض نالت المركز الخامس كأذكى عواصم مجموعة العشرين في مؤشر IMD للمدن الذكية للعام 2020م، الذي يُصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
أما في ميدان الثقافة وأنشطتها فقد أصبح لدينا في المملكة « 11» هيئة ثقافية تتولى الحراك الثقافي في المملكة، وإدارة القطاع الثقافي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، ومن ذلك المعرض الدولي للكتاب الذي تجري الاستعدادات لافتتاحه في أكتوبر القادم إن شاء الله .
وفي السياحة حققت المملكة قفزات في هذا الباب غير مسبوقة حتى إن منظمة السياحة العالمية أطلقت اسم العلا على «إطار رئيسي للتنمية السياحية الشاملة للمجتمعات المحلية» ، وذلك في اجتماع وزراء السياحة لمجموعة العشرين، لمواجهة التحديات التي أحدثتها جائحة فيروس «كورونا» ودعم جهود إعادة إحياء قطاع السفر والسياحة.
أما في مجال تمكين المرأة فقد أكد خادم الحرمين الشريفين– حفظه الله –في كلمته في ختام (مجموعة تواصل المرأة 20 ) أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين أولت اهتماماً خاصاً بمناقشة السياسات المتعلقة بالمرأة، وذلك من خلال اجتماعات مجموعات العمل والاجتماعات الوزارية المختلفة، والحرص على ضمان مشاركة المرأة في صنع القرار من خلال مشاركة توصيات مجموعة تواصل المرأة 20 في تلك الاجتماعات.
وقد حصلت المملكة على جائزة عالمية لتمكين المرأة من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2020، والذي يعكس دعم القيادة الرشيدة لدور المرأة في كافة المجالات ، بما في ذلك التعليم الذي عملت الوزارة المختصة به على رفع نسبة إسناد تدريس البنين في مرحلة الطفولة المبكرة للمعلمات إلى 45 % لتشمل جميع مناطق ومحافظات المملكة.
أما هيئة الأزياء وهي الهيئة المختصة بشؤون الأزياء والمحافظة عليها وتطويرها والارتقاء بها فقد أطلقت برنامج «سمو» لتأهيل قياديات الأزياء السعوديات، وهو برنامج طموح يؤمل له أن يصنع قيادات نسائية يأخذن على عواتقهن الارتقاء بالأزياء السعودية مع الموائمة بين الأصالة والمعاصرة .
كما حظيت المملكة برئاسة منظمة التعاون الرقمي ، وكانت «ديمة اليحيى» أول امرأة سعودية تصبح أمينًا عامًا لمنظمة دولية «منظمة التعاون الرقمي».
كما حصدت طالبات المملكة أربع جوائز عالمية في الأولمبياد الأوروبي للرياضيات للبنات الذي أقيم عن بُعد في جورجيا .
حفظ الله المملكة العربية السعودية وحفظ قيادتها وشعبها من حسد الحاسدين وكيد الكائدين، وكل يوم وطني والجميع بخير وصحة وعافية وسلامة وسعادة ورخاء.
أ.د. إلهام بنت أحمد البابطين
أستاذ التاريخ الإسلامي
إضافة تعليق جديد