البحث العلمي.. وما أدراك ما البحث العلمي، فما هي أهميته لنا كوطن وشعبٌ يسابق دول العالم في التقنية والقوة لفرض الوجود بين الأمم ولرد الظلم والدفاع عن وطننا ومكتسباته؟ كما يعلم الكثير أن البحث العلمي في الجامعات ومراكز البحث في دولة ما هو المصدر المهم لأي دولة للاعتماد على نفسها فيما تحتاج الى تقنية سواء في العلوم الطبية او الهندسية او الدفاعية وغيرها كثير. الدول المتقدمة تخصص ميزانيات كبيره للبحث العلمي، حيث جزء منه يكون مخصص للدفاع والأمن وجعل الدولة في غنى عن الاعتماد على الآخرين خاصة في هذه الجوانب. في أوربا وأمريكا نرى بعض أساتذة الجامعات قد فُرغوا للبحث العلمي فقط ولديهم إعفاءات من التدريس والأعمال الأكاديمية والتدريسية الأخرى في جامعاتهم.
بلادنا لها باع طويل في كثير من الجوانب البحثية والعلمية والتطبيقية، ومنها التميز في المنصات الإلكترونية التي ساعدت في تخفيف آثار وباء كورونا، على سبيل المثال. فمثلا توجد لدينا الكثير من الجهات المتخصصة مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، حيث ان هذه الهيئة كان لها دور في حماية البيانات الوطنية وإدارتها، وكذلك القيام بكثير من مبادرات المنصات التي يحتاجها الوطن مثل منصات «توكلنا» و»اعتمرنا» و»تباعد» وغيرها كثير. هذا التميز في بناء وإدارة وحماية البيانات شيء مهم ومطلوب، ولكن كذلك يحتاج الوطن التقدم والتميز في البحث العلمي والاعتماد على أبناء الوطن فيما يخص الجوانب الدفاعية والأمنية التي تحمي الدولة ومقدراتها وصد مكائد الأعداء والحساد داخليا وخارجيا.
في جامعتنا عندما يذهب أحدنا للتفرغ العلمي لفصل او فصلين وتُعطي الجامعة له ما يُطلب من دعم مالي يحتاجه أساسي للتفرغ العلمي مثل التذاكر ومصروفات النشر. على الجانب الآخر، تجد أن نظام الجامعة يتطلب إيقاف بعض البدلات المالية، ولذلك تجد أن الذهاب للتفرغ العلمي والبحثي ليس لديه ما يكفي من الحوافز المالية وإنما يوجد شيء من التضحية ببعض المزايا المالية، خاصة ان البحث العلمي يحتاج للصرف على الكثير من المتطلبات مثل السفر وشراء الكتب والنشر والعيش مؤقتا في دول تكلفة الحياة أكثر من وطننا. وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وعمادة للبحث العلمي لها دور مشهود في دعم البحث العلمي سواء للباحثين او أساتذة الجامعة او طلبة الدراسات العليا. طرق دعم البحث العلمي يكون ماليا إضافة إلى جوانب أخرى مهمة مثل زيادة منح الدراسات العليا من الطلبة المتميزين من الدول الصديقة والمتقدمة وذلك لإثراء ودعم البحث العلمي وكذلك نقل تجربة العالم الخارجي للجامعة وباحثيها.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد