أصدر المؤلف جوزيف شابيرو كتاب شكسبير في أمريكا المنقسمة عام ٢٠٢٠حيث يلقي الضوء علي تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما قبل منتصف القرن ١٩ الي عام ٢٠١٧ وذلك من خلال دراسة تأثير أعمال شكسبير١٥٦٤-١٦١٦م ومنها يرى القارئ حقائق ماضي ومستقبل أمريكا. فمن خلال أعمال شيكسبير يقوم شابيرو باختيار نقاط تحول في التاريخ الأمريكي مثل اغتيال الرئيس ابراهام لينكولن وعلاقة مسرحية جوليس سيزر بذلك، وأيضا ردود فعل رؤساء أمريكا عن قضية العنصرية ومسرحية اوثيلو وارتباط ديزديمونا به . وهذا الانقسام الذي يذكر في الكتاب اشتد وقت تولي ترامب رئاسة أمريكا. الإنقسمات التي يتحدث عنها الكتاب هي انقسامات عرقية ، طبقية، وسياسية.
يأخذ الكتاب القارئ في رحلة عبر الزمن ليمر بغرفة اجتماعات أبرز الشخصيات السياسية الأمريكية وبعض الرسائل الخاصة مثل جون كوينسي ادمز وابراهام لينكولن ويتعمق في الجدالات اليومية التي كانت تدور حول مسرحيات شيكسبير والتي قدمت موضوعات مثيرة للجدل بحد ذاتها في حقب مختلفة للمجتمع الأمريكي. شيكسبير كان حاضرا في الذاكرة الأمريكية كرمز للإمبرالية أحيانا واحيانا كأحد أهم الكتاب الذين قاموا بتطوير الثقافة الغربية بشكل خاص. يتضمن الكتاب عدت فصول تتناول مواضيع مهمة في التاريخ الأمريكي مثل الزواج المختلط، الحروب الطبقية والاغتيال والهجرة. سمي شكسبير بشاعر الوطنية وشاعر افون الملحمي وارتبطت كتاباته كثيرا بالامبراطورية البريطانية ولكن نجد صيته قد عبر المحيطات وتوغل داخل الفكر الأدبي الأمريكي لان أعماله ليست خاصة بحد ذاتها بالأدب البريطاني ولكنها تركت طابعا طويل الأمد علي المسرح والأدب وبهذا يكون تأثيره قد امتد إلى ما هو أبعد من بلده الأصلي ولغته الإنجليزية. واختم اليوم بمقولة سائدة منتشرة من إحدى مسرحيات شكسبير على لسان شخصية هاملت: «أكون او لا أكون هذا هو السؤال» ويبدو بأن شكسبير وصل إلى ما هو أبعد من الشواطئ البريطانية بالفعل.
د. حياة توفيق بديوي
وكيلة قسم اللغة الإنجليزية وآدابها
كلية الآداب
إضافة تعليق جديد