الأسبوع الماضي كان أسبوعاً غير عادي لمنسوبي كلية علوم الحاسب والمعلومات بشقيها الرجالي والنسائي، ذلك الأسبوع كان موعداً محدداً مسبقاً لزيارة لجان الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي للكلية، وذلك للتقييم على مستوى الكلية والأقسام، ومثل هذه الزيارات تضع الأقسام والإدارات والكليات في عمل دؤوب ومتواصل، وكأنك ترى عائلة جميع أفرادها لديهم امتحان مصيري ونهائي مهم في الصباح الباكر.
إذن، الأمر يستحق الاهتمام والعمل المتواصل وإظهار التميز من الجميع، وهذا يتطلب بذل المزيد من العمل وكسب الوقت حتى في عطل الأسبوع وفي أوقات متأخرة من يوم العمل، كما هو معلوم أن تعجيل الامتحانات النهائية قد جعلت نفس الأسبوع «أي الماضي» هو بداية امتحانات الإعداد العام في الجامعة، وهذا ما زاد العبء على الكلية.
بصفتي أحد أعضاء هيئة التدريس في الكلية وأعاين الأمر، فبودي أن أعبر عن الشكر والتقدير لجميع منسوبي الكلية على جهودهم المتواصلة والمهمة، وأخص بالشكر عميد الكلية، ووكيل الكلية للجودة والتطوير، واللجان المتخصصة في هذا الشأن سواء كانت على مستوى الكلية أو على مستوى الأقسام، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
ضرب الأمثال يبين المعنى المقصود من الكلام، وهو أسلوب يستخدمه كثيرًا القرآن الكريم والأحاديث النبوية وكلام العرب، ولله المثل الأعلى.
إذن دعونا نضرب مثلاً بأربعة رجال، الأول رجل أعطاه الله علمًا وحكمة واستخدمها في ما ينفعه وينفع مجتمعه كما ينبغي، وزيادة على ذلك وفقه الله لنيل شهادة الدكتوراه و المزيد من الشهادات التي فعلاً يستحقها وبجدارة.
الرجل الثاني حاله هو نفس حال الرجل الأول في مستوى العلم والحكمة وتوظيف هذا كما ينبغي، ولكنه لم يوفق لنيل شهادة الدكتوراه أو لم يهتم بذلك أو أي شهادات أخرى، أما الرجل الثالث فتسهلت له الظروف بشكل أو بآخر لنيل شهادة الدكتوراه والكثير من الشهادات التكريمية، ولكنه للأسف لا علم عنده ولا حكمة ولم يوفق لأي شيء ينفع به نفسه ومجتمعه، أخيرًا زميلهم الرابع حيث لا شهادات ولا علم وعلى الأقل ظاهره وباطنه متطابقتان.
في جامعاتنا وكلياتنا مع الاعتمادات الأكاديمية من المؤكد إن شاء الله لن يكون حالنا حال الرجل الأخير، ولكن هدفنا وآمالنا هو كمثل الرجل الأول حيث العلم والعمل والتميز والشهادة لنا بالحق والجدارة!
د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد