تتردد على ألسنة الناس - منذ القدم - عبارة: «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد»,
ويرى كثير من الآباء أن تقيد أبنائهم بتلك العبارة هو الأفضل لهم في كل زمان ومكان.
إلا أنّني أرى أنّ العاملين في بعض المجالات - خاصة مجال البحث العلمي- يجب أن يكونوا أكثر مرونة عند التعامل مع تلك العبارة.
فعندما تخطر ببالك فكرة أو مجموعة أفكار يمكن تحويلها إلى كتاب، أو بحث علمي، أو براءة اختراع، ربما يكون - من الأفضل - إعطاء مزيد من الوقت لإنضاج تلك الفكرة قبل تنفيذها، وذلك ربما يتطلب أياماً قليلة، وربما يتطلب أشهراً طويلة أو سنين.
ففي مجالات البحث العلمي نوعية البحث وأهميته وجودته أكثر جدوى من سرعة إنجازه.
فلا بأس إن ضاع منك بعض الوقت في التفكير والتأمل والدراسة والاطلاع طالما أنك «تطبخ» الفكرة في ذهنك على نار هادئة.
هذا الكلام موجه - خاصة – لطلاب الجامعة الجدد، ولكل من يظن أنّ مقولة : «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد» تصلح في كل الأحوال وفي كل الأوقات.
ختاماً أقول:
الوصول البطيء إلى شيء علمي متكامل ومفيد أهم من الحصول السريع على منتج يعاني من عيوب عديدة تجعل منه غير ذي جدوى.
فعند عملك في مجال الابداع الأدبي أو العلمي خذ وقتك كاملاً.
م. عدنان محمد الشيخ
وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي
إضافة تعليق جديد