قصة صحيفة رسالة الجامعة.. وحكايتي معها

 

صدور صحيفة للقسم نتدرب فيها كانت فكرة تراودنا ونحن طلاب في القسم منذ التحاقنا به وبالتحديد الدفعة الأولى، حيث بدأت الدراسة في قسم الإعلام عام 1392هـ الموافق 1972م وكنا ونحن طلاب ننتظر بفارغ الصبر صدورها الذي لم يتم إلا ونحن في السنة الرابعة -حيث كان النظام التعليمي في الجامعة نظاما سنويا يدرس فيه الطالب لعام كامل وفيه اختبارين: دور أول ودور ثاني للطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح في الدور الأول- انطلق صدور صحيفة رسالة الجامعة  عام 1395هـ الموافق 1975م وبالتحديد كان تاريخ صدور العدد الأول من هذه الصحيفة يوم الثلاثاء 29 من ذي القعدة عام 1395هـ  الموافق 2 من ديسمبر 1975م، وكان المشرف المسؤول عن التحرير -رئيس قسم الإعلام- حينها الأستاذ الدكتور أسعد سليمان عبده، وكان من قسم الجغرافيا لأنه لم يكن يوجد حينها في الجامعة أي سعودي يحمل درجة الدكتوراه في تخصص الإعلام.

صدرت الصحيفة في ثمان صفحات غير ملونة باللون الأسود فقط، زينت العدد الأول كلمة لجلالة الملك خالد رحمه الله خص بها الصحيفة وتناقلتها كل وسائل الإعلام المحلية، في اليوم التالي كانت هيئة التحرير خمسة من الطلاب اثنان من السنة الدراسية الرابعة، أحدهم كاتب هذه السطور والأخر أ. فؤاد كماخي والذي عمل في وكالة الأنباء السعودية والأخرون طالب واحد من كل سنة دراسية من السنوات الدراسية التالية هم: أ.د. علي القرني -عضو مجلس الشورى- حاليا وأ. محمد التونسي والذي تولى لاحقا رئاسة تحرير عدد من الصحف وإدارة العديد من المؤسسات الإعلامية، ومعالي أ. عبد العزيز العقيلي والذي أصبح لاحقا رئيسا للمراسم الملكية.

ومما نشر في هذا العدد من الصحيفة ولا يزال يلفت نظر الكثير من طلاب الجامعة في يومنا هذا وفيه تأكيد لما قاله صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير: محمد بن سلمان -حفظه الله- من أن المملكة تعود لما كانت عليه من الإسلام الوسطي المعتدل والمتسامح، الذي كان سائدا فيها قبل نحو أربعين عاما، ذلك الخبر نشر في الصفحة الأخيرة من العدد الأول حول البرنامج الكامل للنشاط الثقافي والفني في الجامعة، وأن هناك حوافر ضخمة لدعم العروض المسرحية والسينمائية، وكذلك مقابلة قصيرة مع أحد المواهب الجامعية من طلاب كلية التربية، وهو الطالب: حامد صادق الذي قال فيها: إن هوايته الغناء والعزف على العود، وإنه يشارك في حفلات كليته والكليات الأخرى، كما يشارك في احتفالات الجامعة الكبرى، ويمثل فريق الجامعة الموسيقي في المناسبات مع الجامعات في خارج الوطن.

استمر تعاوني مع الصحيفة لبقية العام الدراسي وبعد تخرجي وكذلك بعد تعييني معيدا، ليستمر حتى بعد ابتعاثي لجامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الامريكية، حيث كنت أنشر رسالة المبتعثين، فأجري مقابلات مع بعضهم وأنقل مشاعرهم من بلاد الغربة كما أنقل بعض الأخبار الخاصة بالمبتعثين،

وبعد عودتي بالدكتوراه وتعييني عضو هيئة تدريس في القسم تواصلت مشاركتي من خلال ندوات أو مقابلات أو حوارات تجريها الصحيفة معي، حول العديد من الموضوعات ذات العلاقة بالجامعة أو بالإعلام بحكم التخصص.

وفي عام 1416 صدر قرار معالي مدير الجامعة بتعييني مشرفا مسؤولا عن الإدارة والتحرير في هذه الصحيفة، وحينها حاولت أن ابذل جهدي لتكريس مفهوم أنها معملا لتدريب الطلاب وخصوصا طلاب قسم الإعلام وبالذات طلاب تخصص الصحافة ومن ثم حرصت على مطالبة الجامعة بتعيين المتميز منهم بعد تخرجه، موظفا في الصحيفة في مجالات التحرير والإعلانات والإخراج... الخ، وذلك من خلال الكتابة لإدارة الجامعة والتوصية بذلك ليحلوا محل بعض الكوادر غير السعودية، الذين كان بعضهم يعمل في الصحيفة منذ صدور أعدادها الأولى أي حين كنت طالبا في القسم.

د. محمد بن سليمان الأحمد

قسم الإعلام

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA