قصر النظر يزداد انتشارًا في السنوات القادمة!!

رسالة الجامعة ـ التحرير:

بحلول عام ٢٠٥٠ م نصف سكان هذا العالم سيُصابون بقصر النظر؟ ففي مجال البصريات وطب العيون أصبح قصر النظر  أحد المواضيع الهامة والحرجة في وقتنا الحالي، وذلك لسببين: الانتشار السريع لقصر النظر عند الأطفال ما بين ٥ سنوات إلى ١٥ سنة، ليصل إلى مرحلة الوباء (epidemic) في العديد من الدول، كذلك تدهور قصر النظر ووصوله لمراحل متقدمة يزيد بشكل كبير جدا من خطر الإصابة بعدد من أمراض العين التي قد تؤدي إلى فقدان النظر لا قدّر الله. ففي الجدول المرفق يتضح معدل الخطر النسبي لأمراض العيون الأكثر شيوعاً. هذا ما أكده الدكتور متعب بن خلف العنزي أستاذ البصريات المساعد بكلية العلوم الطبية التطبيقية، حيث قال: إن العوامل التي أدت إلى انتشار قصر النظر بهذا المعدل العالي المخيف، يعود بشكل كبير للعديد من العوامل الوراثية، مثلا إذا كان الأب أو الأم أو كلاهما مصابين بقصر النظر، وهناك عوامل بيئية لها التأثير الأكبر على انتشار قصر النظر وتدهوره عند الأطفال، كالاستخدام المطوّل للأجهزة الإلكترونية، وقضاء وقت قليل في الأنشطة خارج المنزل.

أما ما يحدث للعين أثناء الإصابة بقصر النظر وتدهوره؟ فطبيعيا، يكتمل وضوح النظر عند الطفل بعمر ٦ سنوات تقريبا بعملية تسمى )emmetropization( ليصل لمستوى النظر الطبيعي والمعروف بـ ٦/٦، وتحدث عملية نمو العين من خلال زيادة طولها من مقدمة العين إلى الشبكية، وفي حالة قصر النظر وتعرض الطفل للعوامل الوراثية أو البيئية أو كليهما، العين تستمر في النمو بعد وصولها لمستوى النظر المطلوب (٦/٦) وتدخل في مرحلة نمو غير طبيعية قد تستمر إلى عمر ١٨ سنة تقريبا، وسرعة معدل النمو غير الطبيعية تتسارع مع زيادة التعرض للعوامل البيئية.

و للحد من تدهور قصر النظر يجب أولا: فحص النظر الدوري لدى أخصائي البصريات.

ثانياً: التقليل من استخدام الأجهزة الإلكترونية لدى الأطفال وزيادة الوقت الذي يقضيه الطفل في الأنشطة خارج المنزل بعيدا عن الأنشطة التي تعتمد على مسافات قريبة، ويُنصح  بمعدل ساعة إلى ساعتين في اليوم الواحد من الأنشطة الخارجية للطفل.

و هل يوجد علاج يَحُد من تطور  قصر النظر وتدهوره؟ نعم، هناك العديد من الطرق التي أُثبتت فعاليتها للحد من تدهور قصر النظر بنسب تصل إلى ٧٠٪، تتضمن نظارات مخصصة، وعدسات لاصقة مخصصة، وقطرات للعين مثل Atropine، هذه الطرق العلاجية تستهدف الأطفال من عمر ٦ سنوات إلى ١٤ سنة تقريبا؛ لأن احتمالية حدوث نمو العين غير الطبيعي تزيد خلال هذه الفترة العمرية .