مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي وبدء الاختبارات النهائية يبدأ الشعور بالقلق والتوتر لدى بعض الطلاب والطالبات، لا سيما طلاب الجامعات وطالباتها وهذا ينعكس على تفكيرهم بطريقة سلبية؛ لاختلاف الطموح والأهداف الشخصية، فيحاول بعض الطلبة الحصول على أعلى معدل تراكمي للمادة والبعض الآخر يعيش حالة القلق بسبب الخوف من عدم اجتياز المقرر الدراسي.
بشكل عام، يفترض من الطلبة الابتعاد عن المذاكرة المتأخرة وهي الاستعداد للاختبارات الفصلية والنهائية في حينها فقط، تعتبر المذاكرة المتأخرة قبل موعد الاختبار بيوم أو يومين في النظام الجامعي فكرة وعادة خاطئة تماماً ويفترض على الطلاب تجنبها وتغييرها. ولاحظت شخصياً الكثير من الطلاب يكتفون بالحضور البدني وعلى مستوى الفهم لديهم أثناء المحاضرات فقط، وكذلك الغالبية من الطلاب لا تقوم بالتحضير والمراجعة اليومية ما بعد المحاضرات اليومية أو الأسبوعية.
يختلط الفهم لدى بعض الطلبة بين المذاكرة والمراجعة للاختبارات، المذاكرة للاختبار تتطلب وقتاً وجهداً كبيرا ولا سيما أنها جاءت في وقت متأخر مما يصعّب فهم جميع دروس المقرر أو المادة الدراسية، في الجهة المقابلة المراجعة للاختبار تحتاج إلى وقت وجهد أقل، بالإضافة إلى القدرة على الحصول على أعلى درجات ممكنة مع وجود الثقة بالنفس وكذلك قلة الضغوط.
الدراسة بذكاء تتطلب فهما وتقييما من للطالب حتى يتمكن من تحقيق أعلى الدرجات أو المعدلات التراكمية أثناء الدراسة الجامعية. إن المذاكرة الجيدة تحتاج إلى عدة أشياء مهمة منها اختيار الوقت والمكان المناسب للمذاكرة بعيداً عن الأماكن المظلمة أو التوقيت الخاطئ ،ومن الأخطاء المذاكرة عند الشعور بالتعب أو النعاس أو حتى مع وجود الضجيج فالبيئة المناسبة من أهم الأمور التي يجب على الطلاب التنبه لها. العامل الآخر هو القدرة على الفهم والتحليل والاستنتاج للمقرر الدراسي هذا الأمر يطور ويساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واكتساب المعلومات المطلوبة بوقت وجهد أقل. لا بد للطالب أن يحدد الشيء المطلوب منه بدقة في المذاكرة وعدم الاعتماد فقط على عملية الحفظ، وبحسب التصنيفات الدراسية للطلاب (bloom's taxonomy) هناك ستة مستويات للطلاب يجب التدرج فيها حتى يصلوا إلى المرحلة الأخيرة من التفوق والإبداع. ويجب على الطلاب في أثناء المحاضرات الاستعانة والاستفادة من الأدوات الدراسية مثل استخدام القلم ودفتر الملاحظات أو حتى بعض المواقع التعليمية التي تسهم في تحليل وفهم المنهج بشكل أفضل مثل موقع (Simplenote)، وموقع (Evernote) هذه النوعية من المواقع تسهم بشكل كبير في عملية المذاكرة والحفظ والفهم. وأخيراً يحتاج الطالب إلى وجود دافع شخصي وتخصيص وقت للمذاكرة بشكل يومي والابتعاد عن الشعور بالإحباط وعدم الثقة بالنفس.
حسين سعيد الغاوي
كلية المجتمع – معلم لغة إنجليزية
إضافة تعليق جديد