الزمن والحدث

تحيط بالأرض 360 خط طول، وتدور حول نفسها في كل 4 دقائق بين خط وآخر، فتشرق الشمس على 15 خطاً في الساعة، ويحمل خط جرينتش  رقم صفر، ويقع 180 خط طولٍ شرقه و 180 غربه.

خط الطول رقم 180 يسمى خط الزمن الدولي، أو خط التاريخ الدولي، فمنه يبدأ اليوم، وإليه ينتهي، وعلى كل مسافر يعبر هذا الخط شرقًا أو غربًا تعديل التاريخ إما بزيادة يوم كامل أونقصه؛ وتبعا لذلك تظهر ثلاثة تواريخ تستخدم على الأرض؛ أي أن تاريخ اليوم وأمس وغداً متداولة حسب مكان الشخص، فعند سفر شخص من دولة تقع على خط التاريخ الدولي متجهًا من الغرب إلى الشرق يتحتم عليه تقديم ساعته يومًا كاملًا، فلو سافر  في 1 يناير من نيوزلندا الساعة 8 صباحًا يوم الإثنين باتجاه الغرب، فإنه سيصل يوم الأحد الساعة 5:30عصراً لولاية هاواي الأمريكية، أي أنه سافر اليوم ووصل أمس! ولو سافر من الرياض الساعة 8 صباحاً باتجاه الشرق، فإنه سيصل نيوزلندا غدا، فيكون اليوم في نيوزلندا الإثنين وفي الرياض الأحد وفي أمريكا السبت! هذا ما يحدث على الأرض، فكيف لو اتجهنا للسماء وما فيها من مجرات ونجوم؟!.

يقول علماء الفلك إنه لو تمكن نقل إنسان لنجم سهيل الذي يبعد عن الأرض 98 سنة ضوئية، ووجه تلسكوبه للأرض، فإنه سيشاهد آخر أحداث الثورة الروسية التي حدثت عام 1917م، ولو أُرسل لنجم الشعرى الذي يبعد 11 سنة ضوئية، فإنه سيرى الدورة الأولمبية التي أقيمت في اليونان عام 2004م، أما لو انتقل لنجم الجوزاء الذي يبعد 700 سنة ضوئية لرأى بداية  «مجاعة دول شمال أوروبا الكبرى» وقتلى الطاعون الذي حصد ثلث سكان الأرض في بداية عام 1315م.

      لقد حدد العلماء قياس الزمن لقطع تلك المسافات بدقة، كحساب وقت حدوث الكسوف والخسوف، وحينئذِ فكل ما نراه أو نسمعه  حدث في الماضي، كالبرق نراه قبل سماع صوت الرعد، تبعا لسرعة  الضوء الثابت ب 300 ألف كلم بالثانية، في حين أن سرعة الصوت بمتوسط 340 مترًا بالثانية، مما يعني أننا لن ندرك عالم الشهادة إلا بعد زمن، مهما قل أو كثر زمن وقوع الحدث. وقد جاء في القرآن الكريم آية: ‭{‬عالم الغيب والشهادة ‭}‬ في عشر آيات بسور متفرقة، فالعالم وحده بوقت وقوع الحدث هو الله وحده.

                                                محمد بن مساعد العصيمي