تشهد المسؤولية المجتمعية بالجامعة حراكًا تطويريًا يؤكد حرص الجامعة على تنامي دورها المعزز للمجتمع ورقيه، ومن ثم تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030؛ وقد تضمن هذا الحراك مناحي متعددة منها:
أولاً: منحى الإطار التنظيمي للعمل المجتمعي بالجامعة )مأسسة العمل المجتمعي(
ثانياً: منحى تحقيق الإنجازات والفعاليات المعززة والداعمة للمجتمع، وتنامي دور وحدات الجامعة في تقديم خدماتها المجتمعية.
ثالثاً: منحى تحقيق الأهداف الإستراتيجية وفق الخطة الإستراتيجية المحدثة للجامعة، وتنفيذ المبادرات ذوات الصلة. وتتعدد الشواهد الدالة على هذا الحراك التطويري، ويأتي في مقدمتها تأسيس مكتب العلاقات المجتمعية بالجامعة لمد جسور التواصل بين الجامعة وقطاعات المجتمع الحكومي والخاص بالمملكة، وتحقيق عدد من الأهداف منها زيادة الوعي بأهمية الخدمات المجتمعية، وتوحيد آلية العمل بهذه الخدمات المجتمعية، وتعزيزها، وتطوير منظومة التعاون والشراكة مع المجتمع؛ حيث يطّلع المكتب بعدد من المهام من بينها : وضع خطة العمل المجتمعي والمبادرات لبناء جسور التواصل بين الجامعة والمجتمع، والتعاون مع وحدات الجامعة وممثلي الكليات بما يضمن تقديم خدمات مجتمعية متميزة، وتوثيق جهود وإسهامات أعضاء هيئة التدريس، والموظفين، والطلاب في التواصل المجتمعي والخدمة المجتمعية.
ويتعاظم دور مكتب العلاقات المجتمعية بالجامعة خلال المرحلة الحالية والمستقبلية، وذلك لعدد من الأسباب التي نذكر منها: دور المكتب في تنفيذ الوظيفة الثالثة للجامعة وهي خدمة المجتمع، ومن ثم المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، كما أن الجامعة تقوم حاليًا بتنفيذ خطة عمل تستهدف تجديد الاعتماد الأكاديمي المؤسسي الثاني للجامعة في العام 2024م، واستيفاء جميع معايير هذا الاعتماد التي من بينها المعيار الثامن )الشراكة المجتمعية(، كما تأتي حوكمة الجامعة تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض لتزيد من أهمية هذا الدور.
ومن شواهد هذا الحراك أيضاً اهتمام الجامعة بتنظيم العمل المجتمعي وتشكيل اللجان ذوات الصلة، وإعداد الدليل التنظيمي للعمل المجتمعي، وهو أول دليل تصدره الجامعة يتضمن الأُطر الارشادية التي تعزز من تقديم الجامعة خدماتها المجتمعية بالصورة التي تضمن جودة هذه الخدمات، والعمل على إعداد خطة العمل المجتمعي بالجامعة؛ حيث نُفِّذت ورشة عمل خاصة بهذا الشأن، كما قام مكتب العلاقات المجتمعية مؤخرًا بالمشاركة في الملتقى السنوي الخامس لوكالة الجامعة للتخطيط والتطوير، وتنفيذ ورشة عمل بمشاركة ممثلي كليات الجامعة، وتنظيم معرض يوم المسؤولية المجتمعية بالمملكة تحت شعار)نلتزم بمسؤوليتنا الاجتماعية( بمشاركة عديد من كليات الجامعة؛ حيث شهد هذا المعرض توثيقًا للإسهامات المجتمعية للجامعة، وهدف إلى نشر الوعي بالمسؤولية الاجتماعية باعتبارها إحدى ركائز برنامج جودة الحياة وإحدى مبادرات رؤية السعودية 2030، وشهد هذا المعرض أيضًا ندوة متخصصة عن العمل المجتمعي ودور الجامعات في المسؤولية المجتمعية، وجاء ذلك تفاعلاً مع القرار الصادر من مجلس الوزراء بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -يحفظهما الله- بأن يكون يوم 23 مارس من كل عام يوماً للمسؤولية الاجتماعية بالمملكة، كما قام المكتب بتفعيل قنوات اتصال متعددة مع جميع الجهات ذوات العلاقة، وإطلاق رابط لنموذج حصر الأعمال المجتمعية بالجامعة في جميع كليات الجامعة ووحداتها.
ومن جانب آخر تمضي الجامعة بخطوات مستمرة في تنفيذ أهدافها الإستراتيجية وفق خطتها الإستراتيجية المحدثة التي ارتكزت على 6 مرتكزات، جاء من بينها مرتكز )خدمة المجتمع(؛ وذلك إيماناً بمسؤوليتها تجاه المجتمع، ويتضمن هذا المرتكز الهدف الإستراتيجي الثالث )المساهمة في خدمة المجتمع والارتقاء بجودة الحياة(.
وتمتلك جامعة الملك سعود مصادر قوة بشرية ومادية متنوعة تؤهلها للقيام بدور كبير في دعم المجتمع والمساهمة في رقيه، ومن ثم تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وهو دور رئيس يجب أن يشهد بصفة مستمرة توثيقاً وتحديثاً للإنجازات التي تتحقق؛ خاصة في ظل تعدد الجهات التي تقدم خدماتها للمجتمع، مما يجعل توثيق هذه الأعمال وحصرها يتطلب جهودًا كبيرة، كما يجب أن يشهد هذا الدور استدامة وتميزا؛ خاصة وأن الجامعة تمتلك جميع متطلبات هذه الاستدامة من وجود رؤية، وحرص على تنفيذ هذه الرؤية، وفريق عمل مؤهل، وإطار تنظيمي وشراكات متميزة.
د. طه عمر
عمادة التطوير والجودة
إضافة تعليق جديد