حوار ـ نورة النفيسة
متخصصة في الاتصال الاستراتيجي وبناء وتحسين الصورة الذهنية، نشرت عددا من الأبحاث العلمية في المجال الإعلامي، ألفت كتابا حول العلاقات العامة والصورة الذهنية، مهتمة بدور الإعلام في الصورة الذهنية وإدارة الأزمات، شاركت في العديد من المؤتمرات داخل المملكة وخارجها، رأست عددا من اللجان التطوعية في المجال الإعلامي. اليوم كان معنا في هذا الحوار الدكتورة صفية بنت ابراهيم العبدالكريم وكيلة قسم الإعلام بالجامعة.
ـ كونك وكيلة قسم الإعلام بالجامعة، كيف تقيمين الحضور الإعلامي للمرأة السعودية؟
الحضور الإعلامي للمرأة السعودية قد شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وبتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- نفذت تنمية شاملة وتطوير في إطار رؤية المملكة 2030، استهدفت تعزيز دور المرأة في المجتمع وتمكينها في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع الإعلام، الأمر الذي أسهم في تسجيل حضور متزايد للمرأة السعودية، حيث تعمل المرأة السعودية كمذيعة، ومراسلة، صحفية في الصحف والقنوات التلفزيونية المحلية والدولية، كما تزخر أقسام الإعلام بالطالبات وعضوات هيئات التدريس اللائي يعملن على تعزيز دور المرأة في صناعة الإعلام، بما ينعكس على زيادة فرص النساء لدخول سوق العمل الإعلامي وتطوير مهاراتهن في هذا المجال.
ـ أسهم قسم الإعلام بالجامعة في مد الوطن بكفاءات إعلامية نسائية، حبذا لو ألقيتم الضوء على ذلك.
مع التحول والنهضة التنموية والاجتماعية التي تعيشها بلادنا والتي من أبرز معالمها تمكين المرأة في كل المجالات والقطاعات، كان الإعلام من أبرزها حيث استقبلت أقسام الإعلام بالجامعات السعودية آلاف الطالبات اللاتي أسهمن في تعزيز العمل الإعلامي الوطني.
وأسس قسم الإعلام (الشطر النسائي) بجامعة الملك سعود في 30 ديسمبر 2009م، حيث التحقت طالبات بمرحلة بكالوريوس ومن ثم ماجستير ليساهم القسم منذ ذلك الحين بتخريج إعلاميات سعوديات في حقول الإعلام المختلفة المرئي والمسموع والمقروء والإعلام الجديد، وقد أبدعت المرأة السعودية في المجال الإعلامي ووصلت إلى مراتب عالية في العديد من وسائل الإعلام.
ـ الجانب العملي في دراسة الإعلام يعتبر أحد عناصر تأهيل الخريج، ما هي جهود القسم في هذا المجال؟
دراسة الإعلام تشمل العديد من الجوانب العملية التي تهدف إلى تجهيز الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة للعمل في مجال الإعلام، ويهتم القسم في مد الطلاب بالجانب النظري وكذلك يحفز ويشجع التدريب الميداني باعتباره أحد الجوانب الرئيسية في دراسة الإعلام، حيث يتمكن الطلاب من الانخراط في بيئة عمل حقيقية وتطبيق المفاهيم والمهارات التي تعلموها، وتوفر فرص التدريب الميداني –عادة- من خلال التعاون مع وسائل الإعلام المحلية وكذلك العديد من الجهات في القطاع الحكومي والخاص، كما أن صحيفة رسالة الجامعة التي يصدرها القسم ويديرها ويعمل بها طلاب وطالبات الإعلام هي كمن توفر بيئة جيدة لممارسة الإعلام من حيث تعلم كيفية إنتاج المحتوى الإعلامي بفنونه المختلفة.
ـ يحتفل الوطن بيومه الغالي من خلال هويته لهذا العام «نحلم ونحقق» كيف يعكس الوضع الراهن في أقسام الإعلام الأكاديمية هذه الهوية؟
اليوم الوطني مناسبة عظيمة نستلهم منها تضحيات وبطولات الملك عبدالعزيز -يرحمه الله، والوطن كله يحتفي ويحتفل بهذه الذكرى وتعكس وسائل الإعلام المختلفة تلك الصور التي تجسد المواطنة الحقيقية وحب القيادة والوطن، وهذه المناسبة على سبيل التطبيق الإعلامي فرصة كبيرة لأن يبدع الطلاب والطالبات في صناعة المحتوى الذي يعبر عن مكانة هذه المناسبة الوطنية الغالية، ونحن نشاهد التنافس الجميل بين كل القطاعات والجهات في صناعة محتوى إبداعي لهذه المناسبة وهذا يجسد أهمية شركات الخدمات الإعلامية التي لها دور مهم وفعال في توفير فرص العمل والتدريب لطلاب وطالبات الإعلام. ونحن بدورنا في قسم الإعلام نساهم في استثمار هذه المناسبة الغالية لتدريب الطلاب والطالبات على إنتاج محتوى إعلامي إبداعي احتفاء بيومنا الوطني.
ـ كونك متخصصة وأكاديمية في الإعلام، كيف تنظرين إلى تمكين المرأة السعودية؟
رؤية 2030 هي خطة تنموية طموح وشاملة، تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في جميع القطاعات وتنويع اقتصاد المملكة. واحدة من أهداف رؤية 2030 هو تمكين المرأة السعودية وتوفير فرص متساوية لها في جميع المجالات.
تحظى المرأة السعودية بالكثير من الفرص والتحسينات في إطار رؤية 2030، فقد شهدت المملكة تغييرات كبيرة في قوانينها وتشريعاتها لتعزيز دور المرأة وزيادة مشاركتها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، بدأت المرأة السعودية تشغل مناصب قيادية في مختلف القطاعات، سواء كان ذلك في الحكومة أو الشركات أو المؤسسات التعليمية أو القطاعات الدبلوماسية مساهمة في التعريف بوطنها وتطوير علاقاته مع الآخر كما طبقت سياسات تشجيع المرأة على العمل وتوفير فرص التدريب والتطوير المهني لها.
ـ وهل أسهمت المرأة السعودية في بناء الصورة الذهنية الإيجابية عن الوطن عالميا؟
نجاح المرأة السعودية خارجيًا في السنوات الأخيرة كان ملحوظًا ومثيرًا للإعجاب، وتولت مراكز قيادية رفيعة بوظائف دبلوماسية وعلمية خارجيا، مما أسهم في تقديم الصورة الصحيحة والأفضل عن المرأة السعودية، والذي يأتي إيمانا من القيادة بدور المرأة، وأنها قادرة بما تمتلكه من مكانة علمية على تولي تلك المناصب المهمة، ولعل من أمثلة ذلك سفير المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من المناصب، إضافة إلى تحقيق التفوق في المجالات العلمية كما رافقت المرأة في رحلة الفضاء الأخيرة، ومثل هذه الإنجازات تعكس التحول الكبير الذي يشهده دور المرأة في المجتمع السعودي، ويعزز نجاح المرأة السعودية خارجيًا صورة المملكة على الصعيد العالمي وتساهم في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
إضافة تعليق جديد