اللغة العربية يجب أن يكون الاحتفاء بها في اليوم العالمي للغة العربية نابعًا من الشعور المؤصل بقيمتها الحضارية والثقافية، وبعيدًا على الهتافات العاطفية والشعارات الرنانة، ولا شكّ أن كل لغة تأخذ مكانتها الوجدانية في نفوس أبنائها والمجتمعات التي تتحدث بها، ولكل مجتمع حقه الكامل في أن يترجم مخزونه العاطفي تجاه لغته لالتباسها الكامل بهويته وحضارته وتاريخه الماضي والمستقبلي.
ولكننا نرى بأن حق اللغة على أبنائها لا يجب أن يكون مستهلكاً في الخطابات العاطفية لكنه ينبغي أن يتجاوز ذلك إلى سلوك عملي موصل يتسم بالواقعية الجادة والمتابعة المستمرة وتقديم مبادرات مؤسسية تنهض بواقع اللغة في مجتمعها من التعليم والبحث مرورًا بالتواصل الاجتماعي وانتهاء بمجالات الترجمة والتعريب لإثراء المحتوى اللغوي، ومواكبته كل مستجدات الحضارة المعاصرة، وتطوراتها.
ولذلك ينبغي التأكيد على تجاوز كل ما يتعلق بالتجربة التقليدية والدخول المباشر إلى مكونات المعرفة الإنسانية المعاصرة ومقوماتها في عصر الثورة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي والتحولات الجذرية في جميع مجالات الفن والمعرفة المعاصرة.
نقول ذلك ونحن نؤمن بيقين أبناء اللغة بقيمتها وأهميتها، ونؤمل فيهم وجود جيل قادر على النهوض بواقع اللغة وتعزيز حضورها، وصهر كل محتويات المعرفة الإنسانية في نظامها اللغوي المتألق.
الدكتور هاجد بن دميثان الحربي
رئيس قسم اللغة العربية وآدابها
إضافة تعليق جديد