التحوّلات الكبرى التي تعيشها المملكة العربية السعودية اليوم، وننعم بخيراتها في ظل الرؤية الطموحة 2030 هي امتداد طبيعي لإرث عريق وحضارة ممتدة لقرون من الزمن وضع أسسها الأولى الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - على أنقاض الشتات الذي كانت تعيشه المنطقة المحيطة بالدولة السعودية الأولى التي تشكلت ملامحها عام 1727م، وكان ذلك فاتحة المستقبل، وبوابة الانفتاح على العالم بأسس الدولة الحديثة المؤثرة في صناعة القرار الدولي.
وتأتي ذكرى يوم التأسيس في عامها الثالث مؤكدة على الاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، إضافة إلى كونه ترسيخاً للقيم التي تأسست عليها المملكة في عاداتها وتقاليدها، والتعريف بعمقها الحضاري والتاريخي، والتذكير بما حققته في تلك الحقبة من وحدة في زمن الشتات التي كانت تعيشه المنطقة، ونشر الأمن، وبداية حياة جديدة متجددة إلى يومنا هذا والاحتفاظ بأصالتنا وقيم مجتمعنا التي جسدتها هوية يوم التأسيس. لقد حمل يوم التأسيس إرادة قوية للقيادة السعودية منذ لحظة تشكل الدولة حتى وقتنا الزاهر، وامتلاكها رؤى استراتيجية لوضع أسس متينة لحياة ومستقبل جديد لوطننا الغالي، وقد كانت البوابة الأولى للوصول إلى هذه الرؤى الطموحة هي بوابة التعليم التي انطلقت من حصون الدرعية وبشكل متسارع لبناء حصون المعرفة للدولة الحديثة لذا كان التعليم هو الأول في الخطط الاستراتيجية والمبادرات والاهتمامات والدعم والرعايات والإنفاق، لأنه هو المعول عليه في إحداث نهضة حديثة للوصول بالمملكة العربية السعودية إلى العالمية علميًا واقتصاديًا وصناعيًا وسياسيًا، وما كان ذلك ليتحقق بعد توفيق الله إلا بقيادة حكيمة ورشيدة حرصت على إعداد جيل المستقبل في مؤسسات التعليم والمؤسسات البحثية المختلفة في كافة المجالات والتخصصات التي يحتاج إليها الوطن، فيهم وبقدراتهم نعقد الرهان، لذا يجب على الجميع أن يسهم كل من موقعه في تحقيق مستهدفات التعليم التي ركزت عليها الرؤية، والعمل على استثمار قدرات أبنائنا وبناتنا باستحداث برامج تعليمية وإيجاد أنشطة مبتكرة، وتوظيف الإمكانيات المتاحة في المؤسسات التعليمية لصناعة التحول الكبير على كافة المستويات، لنواكب الرؤى الطموحة لوطننا الغالي. نحتفي بذكرى يوم التأسيس وجامعة الملك سعود تحتل مكانة متقدمة بين الجامعات العالمية، فمنذ تأسيسها وإلى اليوم وهي منارة العلم والمعرفة، وقائدة النهضة التعليمية في المملكة العربية السعودية، مُسَاهِمَةً في صناعة التحولات الوطنية، ورفد الوطن بالمخرجات النوعية والكوادر البشرية القادرة على المنافسة العالمية. وبهذه المناسبة يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله- كما أهنئ أصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس إدارة جامعة الملك سعود، وإلى كل منتسب لهذه الجامعة العريقة، سائلاً الله العلي القدير أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والنهضة والرخاء والاستقرار.
أ.د. علي بن كناخر الدلبحي
عميد عمادة شؤون الطلاب
إضافة تعليق جديد