الأسرار الخفية للحفاظ على وظائف الكلى والوقاية من الفشل الكلوي

 

 

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من 12% من سكان العالم يعانون أمراض الكلى والكثير من مرضى الفشل الكلوي يموتون على قائمة انتظار عمليات زرع الكلى، لذا يعد الفشل الكلوي من أمراض العصر التي تهدد البشرية. حيث يؤدي الفشل الكلوي الحاد أو المزمن إلى تلف خلايا الكلى مع عدم القدرة على القيام بوظائفها الحيوية، فيحدث الاختلال الكيميائي، وتتراكم الأملاح والمواد السامة وارتفاع حموضة الدم. كل ذلك يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والتورم وفشل القلب الاحتقاني والاعتلال الدماغي والضعف العام، واضطرابات النوم وفقدان الوزن وهشاشة العظام والأنيميا والنقرس وغيرها من الأمراض التي تهدد حياة الإنسان. وتعد الكلى أحد الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فتقوم الكلي بحفظ التوازن الكيميائي، وتنتج هرمونات تنظيم ضغط الدم والتوازن المائي داخل الجسم. كما تنتج الكلى هرمون الإريثروبويتين الضروري لإنتاج كريات الدم الحمر. كما تفرز الكلى هرمون الكالسيتريول «فيتامين د النشط» الذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم توازن الكالسيوم والفوسفور في الجسم للحفاظ على صحة العظام. كما تفرز هرمونات الكورتيزول والرينين الألدوستيرون للمساهمة في تنظيم توازن مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والماء في الجسم، كما تعمل الكلى تنظيم مستوى الجلوكوز وحموضة الدم. كما تلعب الكلى دورًا حيويا في تخليص الجسم من اليوريا والكرياتينين ومخلفات الأدوية وغيرها من المواد السامة التي يحولها الكبد إلى مواد ذائبة يتم إفرازها في البول. وعندما لا تستطيع الكلى القيام بوظائفها الحيوية، تتراكم المواد السامة مثل البولينا والكرياتينين وحمض البوليك مع زيادة أملاح البوتاسيوم والصوديوم والسوائل في الجسم، يقل التدفق الدموي للكلى مع عدم قيامها بالوظائف الحيوية، فيصاب الإنسان بالفشل الكلوي. وتعد عوامل الخطورة المؤدية للفشل الكلوي تكون الحصوات الكلوية والتعرض للسموم والإصابات الميكروبية واضطراب ضغط الدم والسكري والسرطانات وأمراض الكبد، كذلك الأمراض الوراثية والمناعية مثل التحسس والذئبة الحمراء والمناعة الذاتية، كذلك إدمان التبغ والكحول والمخدرات والتعرض لمواد الكيميائية والتلوث البيئي. كما يعد الإفراط في تناول اللحوم والوجبات السريعة والمسكنات والمضادات الحيوية والتسمم الدوائي وبالمعادن الثقيلة من عوامل الخطورة المسببة للاعتلال الكلوي.

 لذا يعد الفحص المبكر للبول والدم بقياس اليوريا والكرياتينين وغيرهما من الفحوصات الطبية من الضروريات للحفاظ على صحة الكلى ومنع الفشل الكلوي، وذلك بمراقبة ضغط الدم والجلوكوز والحفاظ على المعدلات الطبيعية لهما. كما يجب الحرص على نمط الحياة الصحي بالحد من تناول المشروبات الغازية والكافيين ومشروبات الطاقة والأطعمة الغنية بالصوديوم مثل المأكولات المملحة والوجبات السريعة. بينما ينصح باتباع نظام غذائي صحي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والبروتينات والدهون النباتية الصحية مع شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على التدفق الدموي الكلوي. كذلك ممارسة النشاط البدني بانتظام من الضروريات لتعزيز الدورة الدموية والتدفق الدموي الكلوي لمساعدة الكلى على القيام بوظائفها الحيوية. كما أن الحفاظ على وزن صحي يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري وارتفاع دهون الدم، فهذه الأمراض من عوامل الخطورة المسببة لاعتلال الكلى والإصابة بالفشل الكلوي. كذلك من الضروريات للحفاظ على وظائف الكلى الحد من تناول الأدوية والبعد عن التدخين وإدمان المخدرات والكحول. كما ينصح بتقليل التعرض للضغوط الحياتية والحفاظ على النوم الجيد ليلا،  كذلك الاسترخاء والتأمل والتفاؤل والأفكار الإيجابية والرضا والسعادة وعلو الهمة والتقوى من الضروريات للحفاظ على وظائف الكلى والوقاية من الفشل الكلوي وعدم الحاجة إلى الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى بإذن الله.

أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه

أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية

كلية الصيدلة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA