مناقشة الرسالة العلمية هي بمثابة مرحلة التتويج، وثمرة الجهود لمسار الحياة الأكاديمية للطالب والتي تنتهي بإعلان نتيجة التحكيم للحصول على الدرجة العلمية. المناقشة العلمية لها آدابها والتي يطلق عليها أحياناً «بروتوكول» مناقشة الرسالة العلمية بداية من التعريف بأعضاء لجنة التحكيم، فعرض الباحث لمختصر البحث، ثم مناقشة الباحث، وانتهاءً بإعلان نتيجة التحكيم.
كباحث عليك ألا تجزع أو تشعر بالخوف والرهبة من مرحلة مناقشة الرسالة، فالوصول لهذه المرحلة يعد بمثابة إقرار ضمني أنّ الطالب قد قدم رسالة علمية قابلة للمناقشة. قم بالتحضير جيدًا للمناقشة وذلك من خلال إعداد «عرض تقديمي» يشمل مختصر هيكلي لمراحل البحث. حاول أن يكون عرضك شيقًا بعيدًا عن الإسهاب ليشمل مجموعة من الأشكال ومخططات التحليل التي توضح عمق استيعابك للموضوع البحثي. أحفظ أهم الإحصاءات والمعلومات الأساسية في بحثك مثل حجم العينة، وطريقة توزيع الاستبيان، أو النسب والأرقام الهامة. أعرض في النهاية أهم النتائج التي توصلت لها في بحثك والتوصيات وقدم مُختصرًا عن الجهود التي بذلتها والعوائق التي صادفتك أثناء إعداد الرسالة. يجب أن يكون عرضك مختصرًا بمدةٍ قصيرةٍ فليس كل ما تضمنته الرسالة يصلح للعرض في المناقشة. خذ قسطًا كافيًا من الراحة قبل موعد المناقشة وأنصحك بعمل «بروفة» عرضٍ تقديمي للرسالة Rehearsal Presentation بحضورِ المشرف
في يوم المناقشة، التزم بالحضور بالزي الوطني الرسمي قبل الموعد بوقتٍ كافي، وتأكد من سلامة جهاز العرض ومستوى الإضاءة وتواصل مع الفني المسئول. أثناء المناقشة، ابتعد ما أمكن عن القراءة المباشرة من جهاز العرض أو أوراق التحضير؛ إلا في حالات الاستشهاد بأقوال العلماء في المجال. عند نهاية العرض على الباحث أن يُؤكد على أهم النتائج التي توصل لها. هذه النتائج يُفترض أن تكون مبتكرة وتضيف قيمةً للبحث إذ لا جدوى من اجترار نتائجٍ أو توصياتٍ مكررةٍ ويعرفها الجميع. في نهاية العرض قدم شكرك للأستاذ المشرف والمحكمين على الوقت المبذول في قراءة وتحكيم الرسالة.
بعد إنتهاء العرض تبدأ مرحلة المناقشة وهي جلسة تستغرق عادةً 30 دقيقة ويمكن أن تمتد أكثر من ذلك حسب طبيعة القضية البحثية والدرجة العلمية. استعد لأسئلة المحكمين فهي غالبًا ما تركز على سلامة المنهج البحثي، والاهداف ومدى تحقيقك لها. بعض الأسئلة تتناول مدى أهمية النتائج التي توصلت لها للمجتمع، وهو سؤال يستنطق أثر البحث في السياق الذي يخدم التوجهات الاستراتيجية الوطنية. التزم بآداب المناقشة، لا تبالغ في تهويل مشكلة البحث، ولا تتسرع بإطلاق الأحكام دون دليل علمي بيّن، ولا تقاطع المُحكم، ولا تجيب حتى يُؤذن لك من رئيس الجلسة. كن وسطيًا.. فلا تسرف بالتواضع أو الثقة المبالغ بها. وختامًا، كن على علم أن (فوق كل ذي علمٍ عليم).
د. وليد الزامل
أستاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني
إضافة تعليق جديد