بمزيد من الإصرار والمثابرة تتوالى الجهود التي تهدف إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، وانطلاقاً من حرص راسخ بأهمية المساهمة في هذه الجهود المباركة، تابعت بكل الاهتمام وثيقة الأهداف الاستراتيجية وبرامج تحقيق الرؤية، تلك الوثيقة التي تهدف إلى توضيح جوانب متعلقة بتحقيق رؤية المملكة 2030، وتتضمن الإجابة عن عدد من الأسئلة، من أهمها: ما هي الأهداف الاستراتيجية المنبثقة من رؤية المملكة 2030؟ وكيف نترجم الأهداف إلى خطة عمل استراتيجية؟ وما هي برامج تحقيق الرؤية؟
حددت الوثيقة ستة أهداف عامة «للمستوى الأول» لتحقيق رؤية المملكة 2030، وهي: تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وتمكين حياة عامرة وصحية، وتنمية وتنوع الاقتصاد، وزيادة معدلات التوظيف، وتعزيز فاعلية الحكومة، وتمكين المسؤولية الاجتماعية.
والتزاماً بتحقيق رؤية المملكة 2030 وتنفيذاً لأهدافها الاستراتيجية، اعتمد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في جلسته المنعقدة بتاريخ الاثنين 27 رجب 1438هـ قائمة تضم اثني عشر برنامجاً لتحقيق رؤية المملكة 2030، وقامت بوضع بطاقة خاصة بكل برنامج تتضمن وصفاً لهذا البرنامج وأهدافه، وتزخر هذه البرامج بالأهداف التي تحقق برامجها، ويرتبط تحقيقها بالعديد من الأهداف الأخرى.
وقد استرعى اهتمامي «برنامج تعزيز الشخصية السعودية» وبحسب بطاقة البرنامج يعمل البرنامج على تنمية وتعزيز الهوية الوطنية للأفراد وإرسائها على القيم الإسلامية والوطنية، وتعزيز الخصائص الشخصية والنفسية التي من شأنها قيادة وتحفيز الأفراد نحو النجاح والتفاؤل، وتكوين جيل متسق وفاعل مع توجه المملكة سياسياً واقتصادياً وقيمياً، ووقايته من المهددات الدينية والأمنية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، وسيلعب هذا البرنامج- بالإضافة لما سبق- دوراً جوهرياً في تصحيح الصورة الذهنية للمملكة خارجياً.
وقد حددت بطاقة وصف البرنامج أهداف المستوى الثالث ذات العلاقة المباشرة ببرنامج تعزيز الشخصية السعودية؛ وهي: تعزيز قيم الوسطية والتسامح والإتقان والانضباط والعدالة والشفافية والعزيمة والمثابرة، وغرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني، والعناية باللغة العربية، وتعزيز حصانة المجتمع من المخدرات، وتعزيز قيم الإيجابية والمرونة وثقافة العمل الجاد، وبناء رحلة تعليمية متكاملة، وتحسين تكافؤ فرص الحصول على التعليم، وتعزيز وتمكين التخطيط المالي «التقاعد، والادخار»، وتحسين مخرجات التعلم الأساسية، وتحسين ترتيب المؤسسات التعليمية، وتوفير معارف نوعية للمتميزين في المجالات ذات الأولوية، والمواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، إضافة للتوسع في التدريب المهني لتوفير احتياجات سوق العمل، وتحسين جاهزية الشباب لدخول سوق العمل، وتعزيز ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال. كما حددت بطاقة وصف البرنامج أهداف المستوى الثالث ذات العلاقة غير المباشرة التي تهتم بالعديد من المجالات من أهمها توطين الصناعات الواعدة، وتوطين الصناعات العسكرية، والمحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به.
إنني أنظر إلى برنامج تعزيز الشخصية السعودية باعتباره تأكيداً على حرص الدولة المستمر على دعم المواطن والاعتزاز به والارتقاء بقدراته، وأيضاً تأكيداً على حرص الدولة على الاستثمار في الإنسان السعودي القادر بعون الله على تحقيق الطموحات المستقبلية.
أ. د. يوسف بن عبده عسيري
وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير
إضافة تعليق جديد