لكل دراسة مسحية تُجرى على عينات محددة؛ ضوابط وافتراضات وأدوات يعرفها المتخصصون، وكذلك طريقة تحليلها والأسئلة التي تطرح على مفردات عينتها والهدف منها وإمكانية تعميم نتائجها.
وهذه الدراسات مهمة ولا بد من الرجوع لها أحياناً لاستخلاص أو استبيان نتيجة مهمة غائبة عن الدارس، وليس له بد من هذه الطريقة والنتيجة الصحيحة أو القريبة منها بوجود قدر مقبول من الخطأ.
ولو بُنِيَت أي دراسة مسحية على خطأ في أي من افتراضاتها أو مدخلاتها أو عيناتها العشوائية فحتماً ستكون نتيجة الدراسة خاطئة ولا يمكن الاعتماد عليها، وتكون نتيجتها عديمة الجدوى حتى ولو صارت صحيحة في بعض الجوانب.
ولو طبقنا هذه المعايير على الدراسة المسحية القائلة بأن «إنتاجية الموظف السعودي في اليوم هي ساعة واحدة على الأرجح» ولا أدري هل جزئية «على الأرجح» قيلت أم أن الدراسة المشار إليها تجزم بهذه النتيجة المسيسة والمجحفة، حسب رأيي، لربما كانت الدراسة على مصلحة حكومية أو شركة معينة في مدينة معينة أو على نوعية محددة من الموظفين، وهذا لم يُذكر بل تم إطلاق التهمة على الجميع.
من هذا القول المُعَمَم نستطيع أن نعرف أن النتيجة تشمل جميع الموظفين السعوديين بمن فيهم موظفي الخدمة المدنية، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، والأطباء والعسكريين والمعلمين؛ وإذا كان الأمر كذلك، فلنا أن نتساءل عن من شيد ويشيد هذا الوطن المُمَيز سواء في المجال المدني أو الطبي أو الأمني أو العسكري أو الإداري أو التعليمي والتربوي؟
عندما أنظر في من حولي من موظفي الكلية والجامعة أجد أنهم جادون في عملهم المتواصل، حيث إن بعضهم يأتي منذ بداية الدوام ولا يخرج إلا بعد نهاية الدوام، وأرى هذا سواء في السكرتاريات أو الاتصالات الإدارية أو شؤون الطلاب، ولربما وجدنا بعض الحالات الشاذة، ولكن مثل هؤلاء الشواذ لا يمكن أن نقيس بهم أو يكون حالهم هو الحكم على السواد الأعظم.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد