تمر أغلب المشاريع بمراحل معينة منذ بدايتها وحتى نهايتها، مع متغيرات تعتمد على نوعية ومكان المشروع، متطلبات الجهة المستفيدة، رغبة الجهة المالكة، ميزانية المشروع، ونوع العقد.
ويوجد بعض المراحل في دورة المشروع يمكن اعتبارها عامة لمعظم المشاريع، فدورة حياة المشروع عبارة عن مجموعة مراحل تكون أحياناً متوالية وأحياناً متوازية، وتتحدّد كمية هذه المراحل حسب نوعية المشروع وتخطيط الجهة المالكة واحتياجات الجهة المستفيدة والتنسيق بين الجهات المشتركة في المشروع بالإضافة إلى طبيعة المشروع.
توضح دورة حياة المشروع الحدود والمراحل اللازمة لإنجاح المشروع مع مراعاة تنوع الأعمال التي تكون داخل كل مرحلة، ولا بد في هذه البداية من تعريف مبسط للمشروع، فالمشروع يعرف بأنه عبارة عن جهد جماعي منظم ومبذول لتنفيذ متطلب وفق معايير ومواصفات فنية محددة وميزانية معتمدة، بأهداف محددة ومدة زمنية معروفة.
أما الخصائص الأساسية للمشروع فمنها المكونات الأساسية للمشروع «مثلث التوازن»، ومن الأهمية بمكان أن يتعامل مدير المشروع والفريق المساند له بتوازن مع تلك العوامل المكونة لهذا المثلث وهي «الوقت، التكلفة والنطاق»، ومن الخصائص أيضاً المالك وهو غالباً «راعي المشروع» وشركاء النجاح «Stakeholders» ومنظومة إدارة المشاريع بما فيها مكتب إدارة المشروع ومدير المشروع وفريق المشروع.
أما مراحل دورة حياة المشروع فيمكن تلخيصها في خمس مراحل هي:
- مجموعة عمليات التجهيز: وتكمن أهمية عملية التجهيز في فهم المراد من هذا المشروع ولا يتم ذلك دون وضع خطة لهذا المشروع وتكون هذه الخطة شاملة لجميع الجوانب المالية والربحية ودرجة الاستفادة المتوقعة بعد إنجازه وكذلك وضع تصور لدرجة المخاطر ومدى تأثيرها على هذا المشروع.
- مجموعة عمليات التخطيط: الخطوة الأولى في مرحلة التخطيط للمشروع هي إنشاء خطة مفصلة للمشروع وتعتبر هذه الخطة مرجعاً لمدير المشروع من خلال سير العمل بالمشروع لمراقبة الزمن والتكلفة والجودة والتحكم بها، ويقوم مدير المشروع لاحقاً بإعداد خطط وتجهيزات هذه المرحلة والتي من أهمها خطط الموارد والجودة والمخاطر والمشتريات وتجهيز شروط ومواصفات أعمال التصميم والدراسات للمشروع، وتجهيز شروط عقد الإشراف على المشروع، وبعد المراجعة يتم البدء الفعلي باختيار المصممين ومديري المشروع لكي يتم تجهيز مخططات وشروط ومواصفات وجداول كميات المشروع ومن ثم طرح المشروع وترسيته.
- مجموعة عمليات التنفيذ: وذلك بعد تعميد المقاول بتنفيذ المشروع، وفي هذه المرحلة يعطى المقاول فترة لتجهيز فريقه ومعداته ومكاتبه في الموقع، وخلال ذلك يبدأ بهيكلة نشاطات المشروع وذلك بعمل جدول زمني لجميع نشاطات المشروع ومن ثم البدء بتنفيذ هذه النشاطات.
- مجموعة عمليات التشغيل والمتابعة والمراقبة: وذلك بعد اكتمال تنفيذ المشروع وتشييده، حيث يبدأ الانتفاع به ولضمان استمرارية عطاء هذا المشروع واستدامة هذه المنشآت والبنية التحتية لابد من المحافظة على استمرارية تقديم خدمات التشغيل والصيانة بكفاءة عالية متميزة ترتكز على تطبيق منهجية الصيانة الشاملة في مفهومها المتوازن لترشيد تكلفة التشغيل.
- مجموعة الإغلاق «الإزالة»: يتضمن إغلاق المشروع رسمياً مقداراً معيناً من العمل، يشمل إعداد تقرير لإغلاق المشروع لجدولة جميع الخطوات اللازمة لإغلاق المشروع، وبعد فترة تترواح ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر من تاريخ إغلاق المشروع، يقوم طرف مستقل بإجراء مراجعة للمشروع لتحديد مدى نجاحه بشكل عام ومدى تحقيقه للفوائد المنصوص عليها في الحالة التجارية الأصلية، وكذلك توثيق الدروس المستخلصة من المشروع ليتم اعتمادها في المشاريع المستقبلية اللاحقة.
م. عبدالرحمن بن عمر النوفل
المدير التنفيذي لوادي الرياض للتقنية
إضافة تعليق جديد