معلوم أن جامعة الملك سعود تقوم بدعم البحث العلمي الذي يعمل عليه أعضاء هيئة التدريس والباحثون وطلبة الدراسات العليا بها منذ القدم، ويشمل هذا الدعم جميع الجوانب ومنها المشاركة في المؤتمرات العلمية، سواء المحلية منها أو العالمية، ويجيء هذا الدعم ضمن خطة متكاملة للدولة – رعاها الله – في التطوير ومواكبة الدول المتقدمة في التعليم العالي والبحث العلمي.
ولا شك أن المشاركة في المؤتمرات من قبل أعضاء هيئة التدريس والباحثين وطلبة الدراسات العليا لتقديم أوراقهم البحثية والاطلاع على آخر ما وصل له البحث العلمي من تقدم، لها دور محوري في إثراء الكنز العلمي لدى منسوبي الجامعة، وبذلك تنتقل هذه المعرفة للطلبة والطالبات في قاعات الدراسة والمختبرات.
في الآونة الأخيرة قامت الجامعة بوضع بعض شروط تحد من كثرة حضور المؤتمرات ومحاولة تقنين ذلك بترك كثير من المؤتمرات التي لا تهم بدرجة كبيرة أو أنها ذات فائدة متدنية، وكانت هذه الخطوة استجابة للترشيد المالي بناء على الظروف المالية والاقتصادية التي تمر بوطننا والمنطقة هذه السنوات، لذلك تم وضع بعض الشروط التي تحد من كثير من المؤتمرات، والسماح فقط لمؤتمر علمي واحد في السنة لكل عضو هيئة تدريس.
لا نرى في ذلك الترشيد أي مشكلة، ولكن بعض الشروط والمتطلبات لربما سببت خسارة بحثية لكثير من أعضاء هيئة التدريس والجامعة على حد سواء، ومثال ذلك لو وُجد أحد أعضاء هيئة التدريس لديه أكثر من بحث علمي مقبول في أكثر من مؤتمر دولي ولم يحضر أحدها بسبب القيود المفروضة من قبل الجامعة، فإن ذلك البحث لن يظهر في الفهارس العلمية، لأن إلقاء البحث في المؤتمر أصبح شرطاً لإرسال الورقة العلمية للفهارس العالمية الموعودة.
كذلك منعت الجامعة حضور المؤتمر إذا كان إلقاء الورقة البحثية من نوع عرض ملصقات «poster» وليست عرضاً شفوياً «oral»، كما اشترطت لحضور المؤتمر نشراً من نوع معين لأوراق علمية في مجلات علمية، وهذا يصعب الأمر على كثير من الباحثين خاصة حديثي التعيين أو العائدين من جديد للبحث العلمي.
لا شك أن للبحث العلمي والنشر في المؤتمرات والمجلات ذات الجودة العالية، فوائد كثيرة سواء لأعضاء هيئة التدريس أو الجامعة، وأرى أن تقوم الجامعة بدعم المؤتمرات والرحلات العلمية التي تثبت فائدتها العلمية دون حدود، ولا بأس في الحزم من ناحية اختيار المستويات العالية من المؤتمرات والمجلات العلمية المقبولة لدى الجامعة والاقتصار عليها.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد