تُعد السمات الشخصية من الموضوعات المهمة في علم النفس، وتشمل الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية، الفطرية أو المكتسبة، التي تميز الفرد عن غيره، كما يُعد صنع القرار من المحاور الرئيسة التي تقوم عليها عملية التطور والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية في المجتمعات، وهكذا تكمن الأهمية الكبرى للسمات الشخصية لدى صانع القرار؛ ولذا فإنَّ المجتمع وأصحاب الاختصاص يتطلعون لمعرفة السمات المكونة لشخصية صانع القرار، وهل هي وراثية أو مكتسبة، والوقوف على مدى مسؤوليتها في عملية صنع القرار.
هكذا قدَّم مؤلف الكتاب مرزوق العنزي، الذي تطرَّق في هذا الكتاب للعلاقة بين الشخصية القيادية وصنع القرار، حيث ذكر أنَّ صنع القرار لا يعني اتخاذ القرار فحسب، وإنما هو تنظيمٌ أو عملية معقدة للغاية تتدخل فيها عوامل متعددة نفسية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية، وظروف محيطة، كما أنَّ نمو وتقدُّم المجتمعاتِ يعتمد على فاعلية قياداتها وإدارييها؛ فالقرارات التي يصنعونها تشكل الفرق بين النجاح والفشل، وبين النمو والجمود، وبين التقدم والتأخر.
مفهوم الشخصية
تناول الفصل الأول موضوع الشخصية، وأشار إلى أنَّ مفهومها يندرج ضمن فئتين: المعنى المقابل للمهارة الاجتماعية والحذق؛ وتمثلها في أقوى الانطباعات التي خلفها في الآخرين. كما سرد أقوال علماء النفس في مكوناتها، ومحدداتها، وأنماطها وهي: الانبساطية، والمنطوية، كما جاءت في تقسيم (يونغ)، وبنائها وأبعادها: البعد الانبساطيُّ، وبُعد العصابية، وبُعد الذهانية، وبُعد الذكاء، وبُعد التقدمية، كما تطرَّق إلى نظريات علماء النفس عن الشخصية، والسمات الشخصية.
مفهوم القيادة
وفي الفصل الثاني كتب عن مفهوم القيادة؛ وهي القدرةُ على التنسيق مع مجموعة مختلفة من الأشخاص في العمل والتعامل مع المهام المختلفة في بيئة متغيرة وغير مستقرة، وعن أهميتها حيث إنَّ القيادة لابدَّ منها لحياة المجتمع البشريِّ حتى تترتب حياتها ويُقام العدل. كما تحدث عن الفرق بين القيادة والقائد وأساليب وسمات للقيادة، والأسس النفسية للقيادة، وعن القيادة الإدارية، التي هي النشاط الذي يمارسه القائد الإداريُّ في مجال اتخاذ القرار وإصدار الأوامر والإشراف الإداريِّ على الآخرين باستخدام السلطة الرسمية.
صنع القرار
وخصَّص الفصل الثالث للحديث عن صنع القرار، والذي في معناه العام الحسم، وتناول مفهومه وأهميته، وأركانه، وهي أنْ يكون هناك أكثر من بديل متاح إزاء موقف معين، وأنْ يختار الشخص بإدراك بين البدائل المختلفة، وأنواعه وهي القرار الشخصي، والإداري، والوظيفي، الروتيني، والفردي والجماعي، والقرارات في ظروف التأكد وعدم التأكد، والقرار التربوي، والنفسي، والمنهجي، والأخلاقي، والقرار المبرمج وغير المبرمج، ومعايير كفاءته، ومراحله، ومستوياته.
علاقة تكاملية
وجاء الفصل الرابع عن سمات الشخصية وعلاقتها بصنع القرار، وعرَّفها العنزي بأنها علاقة تكاملية تجمع بين ما يتميّز به الفرد من صفات جسمية وعقلية واجتماعية وانفعالية عن غيره من الأفراد، وسمات القيادة التي تميزه عن غيره من الأفراد وتمكنه من التأثير في الآخرين، وصولاً إلى هدف معين. وفي الفصل الخامس تناول بعض الدراسات التي تحدثت عن سمات الشخصية وعلاقتها ببعض المتغيرات، ودراسات تناولت صنع القرار وعلاقتها ببعض المتغيرات، ودراسات تناولت سمات الشخصية وعلاقتها بصنع القرار. وأفرد الفصل السادس لدراسته التي قام بها عن “سمات الشخصية، وعلاقتها بصنع القرار لدى القيادات الإدارية بدولة الكويت”.
إضافة تعليق جديد