تحت رعاية معالي مدير الجامعة الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، يُفتتح برنامج الدورة التأسيسية العاشرة لأعضاء هيئة التدريس الجدد والذي تنظمه عمادة تطوير المهارات في الفترة 6-7ربيع الأول 1438هـ الموافق 5-6 ديسمبر 2016م.
يهدف البرنامج لتعريف عضو هيئة التدريس الجديد بالرؤية التطويرية لجامعة الملك سعود، وخطتها لتحقيق العالمية، وتعريف عضو هيئة التدريس الجديد بالإمكانيات المتاحة له لتطوير قدراته والمساهمة في الإرتقاء بالمخرجات التعليمية للجامعة وهي الهدف الأهم الذي تسعى إليه الجامعة، كما يهدف البرنامج إلى مساعدة عضو هيئة التدريس الجديد على التكيف العملي والنفسي واندماجه في بيئة وثقافة الجامعة، كذلك تعريف عضو هيئة التدريس الجديد على برامج البحث العلمي في الجامعة لتمكينه من الإسهام في العمليات البحثية فيها، وتعريفه على الخدمات التي تقدمها الجامعة لمنسوبيها ليتمكن من الاستفادة منها ومعرفة حقوقه وواجباته.
وصرح المشرف على عمادة تطوير المهارات الدكتور محمد الحارثي أن هذا البرنامج التطويري الذي كان لجامعة الملك سعود الريادة والتفرد في تطويره وتقديمه لمنسوبيها من أعضاء هيئة التدرس حيث راعت عمادة تطوير المهارات أن يشتمل البرنامج على جانبيين، الأول التهيئة وفيها يلتقي أعضاء هيئة التدريس الجدد بكوكبة من قيادات الجامعة للاطلاع عن قرب على الثقافة التنظيمية لجامعة الملك سعود، وكذلك استعراض الفرص والمباردات التطويرية المتاحة والتي تقدمها مختلف وحدات الجامعة لأعضاء هيئة التدريس، وكذلك التعرف على الدور المنشورد من عضو هيئة التدريس بالإضافة إلى حقوقه وواجباته العالمية والأكاديمية.
أما الجزء الثاني من البرنامج فيتكون من حزمة من ورش العمل التدريبية، والتي صاغها خبراء من جامعة الملك سعود، بجانب الخبراء الدوليين وقد حضي البرناج ولله الحمد بإعتمادات دولية ويخضع لمراجعة وتقييم من قبل هذه المؤسسات.
وأشار إلى أن البرنامج يستهدف حديثي التعيين الذين لم يسبق لهم التدريس الجامعي وكذلك من مضى على تعيينهم في الجامعة سنتان على الأكثر، وينقسم محتوى البرنامج إلى جزأين الأول: المحاضرات والندوات المفتوحة والتي تعتبر جزءاً هاماً في الخطة المعتمدة للبرنامج، والثاني عبارة عن دورات تدريبية طوال العام الجامعي تشمل المهارات التالية: مهارات تصميم وبناء المقرر الدراسي، ومهارات التدريس الجامعي الفعال، ومهارات تقويم الطلاب، ومهارات التدريس المصغر واستشارة النظراء، وتهدف إلى تنمية مهارات الاستاذ في التدريس الجامعي، ويتحتم على عضو هيئة التدريس الجديد حضور هذه الدورات بما لا يقل عن 36 ساعة تدريبية، وتقديم التكليفات المطلوبة ليتم بعد ذلك منح المتدرب شهادات إنجــــاز البرنامج حسب قرار مجلس الجامعة.
وقال أستاذ التعليم الطبي ورئيس مركز الامتحانات والتقييم بقسم التعليم الطبي بكلية الطب، والمدرب في برنامج أعضاء هيئة التدريس الجدد بالمسار الطبي الدكتور حمزة عبدالغني، اهتمت جامعة الملك سعود ممثلة في وكالة التخطيط والتطوير وعمادة تطوير المهارات بأعضاء هيئة التدريس الجدد لبناء وصقل مهاراتهم في مجال التدريس واستراتيجيات التعلم الجامعي في المسار الصحي، كما هو متبع في كثير من الجامعات العالمية المرموقة. ولا شك أن أسس ومفاهيم التعليم لا تختلف كثيراً في المجالات التعليمية المختلفة ولكن يختلف المسار التعليمي الصحي في كلياته الست (الطب البشري، طب الأسنان، الصيدلة، العلوم الطبية التطبيقية، التمريض وعلوم الطوارىء) عن المسارات الأخرى للكليات العلمية والإنسانية في استراتيجيات التعلم و من نواحي أخرى كثيرة مثل دراسة أجهزة وظائف جسم الإنسان ولخدمة المرضى والإستعمالات المختلفة للأدوية والتطبيقات الجراحية المختلفة.
وبين الأستاذ المساعد بكلية التربية بقسم الدراسات الإسلامية الدكتور فهد العسكر أن البرامج والدورات التدريبية تعد أحد أقوى الروافد التي تسهم في صناعة عضو هيئة التدريس وتساعد في تطوير أدائه؛ لما يجتمع فيها من توافر الخبرات، وتعدد القدرات وتنوعها.
وأضاف أن الباحثين يتفقون باختلاف تخصصاتهم على أهمية تلك الدورات والفعاليات التدريبية ونفعها، وبخاصة تلك التي تتضمن لقاءات مع شركاء العمل ونظراء المهنة الواحدة؛ لما تنطوي عليه من تبادل لتلك الخبرات والتجارب، وإذا كانت تلك اللقاءات والبرامج مهيئة سلفاً، وقد أعدت بإتقان وعناية فإن أثرها وفائدتها يكونان أكبر حينئذٍ ولا شك، وهذا أحد المعاني التي قصدتها عمادة تطوير المهارات؛ فقد كان من جميل صنيع هذه العمادة أن أقامت برنامجاً خاصاً بأعضاء هيئة التدريس الجدد، وهو متضمن لعدة فعاليات.
وقال: أسعدني أنني أحد المشاركين في هذا البرنامج بفروعه المتنوعة، وقد استفدت منه فائدة جليلة وأكسبني خبرات ومهارات لا غنى لعضو هيئة التدريس عنها؛ لأهميتها وحاجته إليها في النهوض بالعملية التعليمية والعملية؛ فقد تضمن البرنامج في يوميه الأولين تهيئة لعضو هيئة التدريس الجديد، اشتملت على التعريف بالخدمات المهمة والمفيدة التي تقدمها عدد من الجهات بالجامعة، كمثل عمادة التعاملات الإلكترونية، والاتصالات وما لديها من طرق و أساليب تيسر سبل التواصل مع الطلاب، وكذلك ما تقدمه عمادة البحث العلمي من أنواع البرامج لدعم الأبحاث، وبخاصة أبحاث أعضاء هيئة التدريس الجدد كبرنامج (رائد) وغير ذلك من خدمات البحث العلمي.
كما اشتمل البرنامج أيضاً على دورات تدريبية تتعلق بالتدريس الجامعي وما يتصل به من كيفية بناء المقرر الدراسي، وأنماط التدريس الفعال، وأنموذج التدريس المصغر، وهي لقاءات مفيدة أثرت الحاضرين وتفاعلوا معها، وظهر أثر ذلك في التغذية الراجعة وملف المقرر الذيْن كانا من متطلبات البرنامج، وحصيلة شاهدة لأثره أيضاً.
من جانبها شددت الأستاذ المشارك بقسم المناهج وطرق التدريس والمدربة في برنامج أعضاء هيئة التدريس الجدد الدكتورة إلهام الشلبي، أن الاهتمام بعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود يحتل مكان الصدارة في إنجاح هذا النظام التعليمي وتحقيق أهدافه، وبالرغم من أن عضو هيئة التدريس يعتبر متغيراً واحداً بين عدة متغيرات في العملية التربوية، إلا أن هذا المتغير ذو أثر كبير وفعال في تفكير وسلوك الطلبة، لذا كان لابد من إعادة النظر جذرياً في أوضاع أعضاء هيئة التدريس الجدد وتدريبهم وتأهيلهم من خلال مجموعة من الدورات التي من شأنها أن تمكن المعلمين أثناء الخدمة لزيادة كفاءتهم لأقصى درجة ممكنة، ولزيادة كفاءة النظام التعليمي الداخلية والخارجية، وإيجاد مجتمع المعرفة الذي يتطلب من المعلم أن ينفذ أدواراً إبداعية غير تقليدية، ليتمكن من إكساب أبنائنا المهارات التي تعينهم على التعامل الفعال مع تحديات هذا المجتمع، ولذا يفترض أن تتحول الممارسات التعليمية المقدمة لطلابنا من ممارسات تعليمية تقليدية إلى ممارسات أخرى إبداعية. ولذا حرصت الجامعة ممثلة بوكالة التخطيط والتطوير (عمادة تطوير المهارات) بتوفير جميع الامكانات اللازمة لإعداد عضو هيئة التدريس الجديد وتأهيله تربوياً وسلوكياً ومهنيا بعقد مجموعة من الدورات (مهارات التدريس الفعال-تقييم مخرجات التعلم- تصميم وبناء المقرر- التدريس المصغر) ذلك أن مهنة التدريس لا تقوم على الفطرة والممارسة فقط، بل لا بد من اتقان الأصول والقواعد والأساليب الفنية القائمة على أسس علمية مستمدة من الأطر والنظريات التربوية والنفسية، الى جانب التدريب والتأهيل، فنوعية عضو هيئة التدريس هي مفتاح تحسين أداء الطالب بغض النظر عن حالة الجامعات، وعن إعداد الطلبة المستجدين فيها، وعن طبيعة البيئة المحيطة، أو أي من العوامل المرتبطة بحياة الطلبة في بيئة التعلم والتعليم كالمقررات الدراسية، والوسائل التعليمية والتجهيزات والبناء الجامعي ومرافقه المختلفة فإنها تبقى محدودة الفائدة ما لم يتوفر عضو هيئة التدريس الكفء.
إضافة تعليق جديد