يحتوي هذا الكتاب على مقدمة وعشرة فصول، قدم من خلالها المؤلف «Benedict Carey» نظرة مختلفة عن تلك النظرة السائدة حول كيفية التعلم؛ وقدم وسائل وأفكاراً متنوعة، معتمدًا على نتائج دراسات وأبحاث في التعلم والذاكرة مستقاة من علم النفس المعرفي، وطرح مجموعة من الأساليب غير المتوقعة التي تجعل التعلم أكثر فائدة وكفاءة، دون الحاجة إلى مزيد من الجُهد، وذكر أن أغلب النظريات الرائدة عن كيفية التعلم وضعها باحثون في عصر كان يخلو من تكنولوجيا تصوير الدماغ الحديثة، وغالبًا ما كانوا هم أنفسهم أو أُسرهم حالات للتجربة.
أسس عصبية
قدم المؤلف في البداية نظرة حول الأسس العصبية للتعلم، ووصفًا لعمل الذاكرة، حيث وصف كيفية استيعاب أدمغتنا للمعلومات والاحتفاظ بها، بأننا منذ سن مبكرة، حُفر في رؤوسنا أن التعب، والملهيات، والنسيان هم أعداء النجاح، وقيل لنا أن التعلم يستلزم الانضباط، والتخصص في مجالات معينة للدراسة، وإيقاف أصوات الموسيقى عند الدراسة، وممارسة طقوس صارمة إذا أردنا التفوق في الاختبار، ولكن ماذا لو كان كل شيء تقريبًا قيل لنا عن التعلم خطأ؟ ماذا لو كان هناك طريقة لتحقيق المزيد مع أقل جهد ممكن؟
وسائل طبيعية
أشار المؤلف في هذا الكتاب الاستثنائي إلى أنه منذ لحظة ولادتنا، فإننا نتعلم بسرعة وكفاءة وتلقائية عفوية، من خلال مجموعة من الوسائل التعليمية الطبيعية، ولكن بحماسنا لتنظيم العملية نتجاهل تلك الوسائل التعليمية الطبيعية الممتعة مثل النسيان، والنوم، وأحلام اليقظة، ونعمد لوسائل تعليمية مصطنعة. ويتساءل بإنكار: هل يعتبر المكان المخصص في غرفة هادئة أفضل طريقة للدراسة حقًّا؟ هل تغيير الروتين يحسن التذكر؟ متى يكون وجود المُلهيات جيدًا؟ وهل التكرار ضروري؟
تعلم فعال
يستنتج المؤلف الوسائل التي تساعد على التعلم الفعال وهي: تقديم الدروس ذات المدة القصيرة، والقراءة بصوت عال، والاختبارات الذاتية المنتظمة، وغفوة النوم القصيرة، وأحلام اليقظة، والرحلات الميدانية. ويؤكد أن النسيان هو في الواقع آلية مفيدة تساعد دماغنا على تشذيب المعلومات غير ذات الصلة، حيث يعمق التعلم، من خلال تصفية المعلومات، وأن الملهيات قد تكون ذات أثر سلبي إذا كنت بحاجة الى التركيز المستمر، لكن لحظات التوقف القصيرة، تعتبر وسيلة تشتت فعّالة لمساعدة الدماغ في حلّ مشكلة عالقة.
تغيير المكان
كما أن تغيير مكان التعلم حسب الكتاب الذي بين أيدينا، أمر جيد، حيث إن التعلم في سياقات وبيئات وأوقات متنوعة، يثري المهارات ويعزز التعلم والممارسة. كما أن وتشابك الموضوعات والمفاهيم يساعد في تعلم أي مهارة جديدة.
وقد أشار المؤلف في ختام كتابه إلى أن هذه العادات كان يعتقد في السابق أنها معوقات أمام التعلم، وليست من محفزاته. كما تطرق إلى أهمية النوم كعملية، وأوضح أن مراحل النوم المختلفة ترشح وترسخ المعلومات في الدماغ بطرق مختلفة.
إضافة تعليق جديد