ربما لا يوجد موضوع يتم الحديث عنه، في الميادين العلمية أو النقاشات الأكاديمية، بل وحتى السجالات الفكرية مثل موضوع البيئة! ولو تساءلنا ما هي البيئة، حتمًا سترد إلينا إجابات عديدة ومتنوعة!
في صحيفة جامعية مثل «رسالة الجامعة» ستلوح في أذهان القراء إجابات بحسب تخصصاتهم، حيث هناك تخصصات عديدة، مثل الزراعة، والعلوم، والهندسة، والطب، وغيرها لديهم ارتباط وثيق بالبيئة، ويتعاملون معها بشكل مباشر، وهناك من لديهم بيئات خاصة أو جزئية، مثل العلوم السياسية والاتصال وعلم الاجتماع وإدارة الأعمال والقانون، يتعاملون مع بيئات إدارية أو نظامية أو فكرية أو ثقافية!
هنا سنتناول البيئة المبنية على مستوى المباني وعلى فراغات المدينة أيضًا، وسنلقي الضوء للتعريف ببعض الجوانب المهمة في علاقة الإنسان بالبيئة الفراغية/المكانية المحيطة به، والتي يتعامل معها بشكل متواصل، وكيف يتأثر بها، وكيف يؤثر عليها.
السلوك الإنساني، الذي يهتم به الخبراء في معظم التخصصات العلمية، أكاديميًا وبحثيًا، يشكل جزءًا مهمًا من عوامل الراحة والرضا والفاعلية والكفاءة في أعمالنا اليومية المتنوعة، ولذلك فإن كثيرًا من جوانب ذلك السلوك تتأثر بالبيئة المبنية، سواء كان ذلك التأثر في قاعة فصل في مدرسة ابتدائية، أو في ملعب أطفال في حي سكني، أو حتى في الطريق المؤدي إلى المسجد!
لا نسعى لبيئة مثالية، بل لبيئة واقعية متوازنة، تحدد قدرًا معقولاً من الاحتياجات الإنسانية اليومية التي ربما تلوح في ذهن كل واحد منا جوانب من الخلل الذي ربما لو لم يقع، لكانت تلك البيئة أجمل وأنسب، وأكثر ملاءمة لنا نحن البشر، ولطبيعتنا الإنسانية.
د. محمد بن عبدالعزيز الشريم
أستاذ العمارة والسلوك البيئي المشارك
كلية العمارة والتخطيط
إضافة تعليق جديد