اليوم الوطني من الأيام الخالدة في ذاكرة المواطن السعودي، ونحن نعيش ذكرى مرور ثمان وثمانين عاماً على توحيد المملكة العربية السعودية نستشعر أهمية هذه الذكرى المجيدة العظيمة التي هي بداية لنقلة نوعية كبيرة متميزة مرت بها البلاد والشعب السعودي الكريم.
فالمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ورجاله المخلصون منذ استعادة الرياض عام 1319هـ وعلى مدى اثنين وثلاثين عاماً هي مراحل التوحيد والجهاد والكفاح لتوحيد أرجاء الوطن المجيد وواكبها توحيد الأفئدة والقلوب، وتم بعدها إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351هـ الموافق 1932م، واعتبر 23 سبتمبر هو اليوم الوطني للبلاد.
وبعد أن وحد المؤسس الملك عبدالعزيز ـــ طيب الله ثراه ـــ المملكة العربية السعودية بدأ في العمل العظيم بجهاد آخر هو تطوير الوطن والنهوض به في مصاف الدول المتقدمة وتأسيس البنى التحتية وتطوير الإنسان السعودي، فعمل رحمه الله جاهداً صابراً على القضاء على ثالوث الجهل والفقر والمرض، فقضى على الجهل بتأسيس المدارس والمعاهد العلمية، وفتح آفاق في كثير من المجالات الثقافية والتعليمية.
وفي المجال الصحي تم إنشاء المشافي في كل المناطق والهجر، أما في مجال محاربة الفقر فقد تم إيجاد الكثير من الفرص الوظيفية لأبناء الوطن ومساعدة الشباب في كثير من المجالات في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، ومساعدة الأسر الفقيرة بالضمان الاجتماعي وإنشاء الجمعيات الخيرية.
وهذا الأمر سار عليه أبناؤه الكرام ملوك البلاد سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله، فقد حفظوا الأمانة ولم يدخروا جهداً في تطوير الوطن والحفاظ على مكتسباته، ونحن اليوم في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله نشاهد المملكة العربية السعودية جوهرة وضاءة تتلألأ بالمنجزات الحضارية الرائعة والعطاءات الفكرية المنافسة على مستوى العالم.
فمملكتنا الحبيبة أضحت في مصاف دول العالم المتقدمة، فالمنجزات الملموسة مبنية على الأرقام والمشاهدة والواقع وليس فقط أقوال، ويشهد بهذه المنجزات ويشيد بها العالم بأجمعه، فالوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه في تطور مستمر وفي خضم إنجازات متلاحقة من ناحية البنية الحضارية وأيضاً بناء الإنسان السعودي الذي أصبح يضرب به المثل في المستوى العلمي والمعرفي والثقافي.
المملكة العربية السعودية ليست فقط موارد طبيعية ولكنها مصدر ابتكار وعطاء إنساني ومصدر للسلام والأمن والأمان، فهي أرض الرسالة المحمدية ومهبط الوحي وحاضنة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة، وهذا يضاعف الأهمية والمسؤولية الملقاة علينا جميعاً بالحفاظ على أمنها وأمانها ومقدساتها.
أهنئ القيادة الحكيمة والشعب السعودي الكريم باليوم الوطني المجيد، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يعم السلام أرجاء المعمورة ويحفظ البلاد والعباد من كل مكروه، وواجبنا جميعاً الإسهام في حفظ هذه المنجزات التي لم تأت بين عشية وضحاها ولم تأت إلا بجهاد وكفاح إخلاص وولاء وتضحيات جسام، فرحم الله المؤسس الملك عبدالعزيز وأبناءه ملوك البلاد ورجالهم وأمد الله في عمر سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
أ. د. نايف بن ثنيان آل سعود
عميد كلية الآداب
إضافة تعليق جديد