في كثير من الأوقات ترى أن الطريق الرئيس الذي تسير عليه بمدينة الرياض قد توقف وأصبحت أنت ومن حولك في زحام شديد، ولربما استمر هذا لفترة طويلة قبل أن ينتهي هذا الاختناق المروري، وفي نهاية الأمر تجد أن مسبب الزحام هو مجرد حادث مروري- أعاذنا الله وإياكم من كل شر.
لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونواجه مثل هذه المشكلة، وكثير من الحوادث نجد أنها بسيطة وناتجة عن تصادم مركبة بأخرى من الخلف، وهذا يدل على السرعة والتقارب بين المركبات أثناء السير، ومعروف أن هذا مخالف لأنظمة المرور واستهتار من البعض منا باحتياطات السلامة أثناء القيادة.
أجزم أن كثيراً من الحوادث هي المسبب لكثير من الاختناقات، وكثير من الحوادث سببها المباشر هو عدم الالتزام بأنظمة المرور، ومنها السرعة الزائدة سواء على الطرق السريعة أو في الشوارع الفرعية، ومعروف أن شوارعنا واسعة وذات جودة عالية في تصميمها، ومع ذلك نعاني من الاختناقات المرورية المستمرة.
ومثال للعجلة والسرعة المفرطة ربما يلاحظها البعض منا عند مداخل الجامعة قبل رأس الساعة بحوالي الثلث، وذلك لأن كثيراً من الطلبة ربما كان ذاهباً للمحاضرة فتجده في عجلة من أمرة.
إنه قد يعد ضرباً من النفاق أن ترى البعض منا يعرف جيدا أنظمة المرور ويلتزم بها عند التقاطعات والطرق السريعة التي تقع على مقربة من رجال المرور أو كاميرات الرصد الآلي «ساهر»، ولكن في غير تلك المواقع يضرب بهذه الأنظمة عرض الحائط.
الكثير منا سافر إلى الدول المتقدمة سواء في الشرق أو الغرب، ورأى مدى التزام سائقي المركبات بأنظمة المرور ولربما قضى واحدنا هناك أسبوعا أو أكثر في رحلته ولم يشهد أي حادث مروري في شوارع تلك الدولة؛ إذن بأي حق يرتكب بعضنا مثل هذه التجاوزات المرورية في طرقاتنا بما يؤدي إلى الإعاقات في السير، إضافة إلى الخسائر المادية والبشرية، لا سمح الله!
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب و المعلومات
إضافة تعليق جديد