تقنية «eSIM» ما لها وما عليها!

تدخل بعض التقنيات دائرة الاهتمام عندما تتبناها «أبل» في منتجاتها، وهو الحال مع تقنية «eSIM» في الجيل الجديد من هواتف آيفون، إذ لا تعد تقنية «eSIM» شديدة الحداثة، لكنها لا تزال تفتقد التطبيق واسع النطاق، نظرًا لعدة أسباب، وهو ما يبدو أنه سيتغير قريبًا.

لتبسيط الأمور، يُمكن تصور تقنية «eSIM» على أنها بطاقة هاتف «SIM card» تم تثبيتها نهائيا على الشريحة الأم الخاصة بالهاتف المحمول؛ أي أنها بطاقة هاتف لا يُمكن تغييرها أو إستبدالها، ولا يُمكن للمُستخدم الوصول إليها، ولكنها كذلك في الوقت نفسه يُمكن برمجتها خارجيا بحيث يُمكن للمُستخدم اختيار شبكة الهاتف المحمول التي يرغب بالتعامل معها والباقة التي يُريدها ثم يتم تحميل تلك المعلومات لاسلكيًا على الهاتف ليتواصل الهاتف مع الشبكة وكأنك قمت بتثبيت شريحة «SIM card» جديدة.

تُشير التوقعات المبدئية إلى أن العالم أجمع سيتبنى تقنية «eSIM» خلال سنوات قليلة مُقبلة، ورُبما خلال عدة سنوات تالية ستختفي بطاقات SIM التقليدية نهائيًا من الأسواق.

يرجع ذلك الى أسباب عدة تجعل من تقنية eSIM هي المُستقبل. يتحمس صُناع الهواتف للتقنية الجديدة إذ تُتيح لهم بناء هواتف ذكية مُقاومة للمياه أكثر من ذي قبل، وبسهولة أكثر حيث يُمكن الاستغناء كُليًا عن الأدراج المُخصصة لبطاقات SIM  التقليدية والتي تُعد نقطة ضعف أمام المياة والأتربة في الهواتف.

كذلك تُتيح التقنية لصانعي الهواتف القدرة على جعل هواتفهم أنحف حيث يُمكن وضع الشريحة الإلكترونية الخاصة بالـ eSIM في أي مكان داخل الشريحة الأم بسهولة وحرية أكبر.

أما المُستخدمين، فيُنتظر أن تُتيح لهم تقنية eSIM حرية التنقل بسهولة بين مُشغلي الهاتف دون الحاجة الي تغيير بطاقة SIM أو حتى زيارة فرع الشركة، حيث يُنتظر أن تُصبح خطوة التخلي عن مُشغل هاتف والإنتقال الى آخر بسيطة ولا تستدعي أكثر من تسجيل حساب جديد عبر الإنترنت مع المُشغل الجديد.

ربما يكون المُتضرر الوحيد نظريًا من التقنية الجديدة هم مُشغلو شبكات الهواتف المحمولة، حيث تُتيح تقنية eSIM سهولة التنقل بين الشركات للمُستخدمين، إضافة إلى إتاحة إمكانية التنقل بسهولة بين شبكات الهاتف الأجنبية عند السفر دون قيود ما يطرح فرصة للتغلب على عقبات تكلفة خدمات التجوال، وهو ما قد ينعكس بالسلب على شركات الاتصالات، ولكن بالمقابل ستجعل التقنية الجديدة الإشتراك في شبكات الاتصال أكثر سهولة وربما أقل تكلفة على الشركة التي يُنتظر أن تُصبح مُعظم مبيعاتها من خطوط الهاتف عبر موقعها على الإنترنت.

المصدر: tech-wd