Skip to main content

أسماءٌ تمضي وأثرٌ يبقى

د. عادل المكينزي
بقلم: د. عادل المكينزي
تم النشر في: منذ 1 أسبوع

 

 تُعرف الجامعات العريقة أن رسالتها تتجاوز منح الشهادات إلى ترسيخ قيم تصنع الإنسان قبل المنصب، الانتماء للمكان، المسؤولية تجاه المجتمع، النزاهة والحوكمة، والجودة التي تُقاس بنتائج مستدامة. بهذه البوصلة قدمت جامعة الملك سعود رجالًا ونساءً حملوا روحها حيثما ذهبوا، ومن بينهم الدكتور عبدالله السلمان، ابن الجامعة الذي صاغ حضوره القيادي بصمتٍ منتج ووعي مؤسسي لا يخلط بين الشعار والأثر.

تولّى الدكتور السلمان عمادة شؤون القبول والتسجيل، فأدار بوابة الجامعة الأولى بميزان العدالة وإتاحة الفرص، ورفع كفاءة الإجراءات بما يحفظ حق الطالب ويعزز ثقة الأسرة بالمؤسسة. ثم مضى إلى موقع أوسع حين أصبح وكيلًا للجامعة، فقاد ملفات تطوير البرامج الأكاديمية ورفع جودة المخرجات، واشتغل على مواءمة السياسات مع احتياج القاعات وتطلعات المجتمع وسوق العمل، مستندًا إلى قيم الشفافية والعمل الجماعي وتداول الخبرة بين الفرق. وحين كُلف برئاسة الجامعة، حمل إرث المكان بعقلٍ منفتح ويدٍ تعمل؛ يوازن بين الطموح والواقعية، ويضع الطالب محورًا، والأستاذ شريكًا، والمجتمع بوابةً لقياس الفاعلية. في كل محطة كان يترك فرقًا مُمكَّنة ومساراتٍ واضحة تضمن استمرارية المشاريع بعيدًا عن الأشخاص، وفاءً لفكرة المؤسسة التي لا تتوقف عند الأسماء.

اليوم ينتقل الدكتورعبدالله السلمان إلى موقعٍ جديد، فلا نودّع رجلًا بقدر ما نحتفي بمنهجٍٍ تربّى في الجامعة الأم: خدمة العلم والإنسان، والالتزام بجودةٍ تتجدد مع كل خطوة. الشكر له واجبٌ مستحق على ما قدّم من وقتٍ وخبرة، وعلى نموذج القيادة الهادئة التي لا تبحث عن الأضواء بل تصنعها بالمنجز. والمباركة موصولة لخلفه أ.د. علي بن محمد المسملي، سائلين له التوفيق في مواصلة البناء وتعزيز ما تحقق وفتح نوافذ جديدة للتميز. تتبدل المواقع وتبقى القيم أساسًا، وتظل الجامعة مصنعًا للقيادات التي تكتب حاضر الوطن وتستشرف مستقبله.

 

د. عادل المكينزي - عضو هيئة التدريسقسم الإعلام