بعض الكريمات الشعبية تدمر الجلد… والنتائج قد تكون غير قابلة للعلاج
د. الهداب يكشف: هذه التقنيات ستختفي… وأخرى ستسيطر على مستقبل التجميل!
أخطاء التجميل تتضاعف… وأجهزة الليزر قد تدمّر البشرة الداكنة
حوار محمد العنزي
يُعَدّ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الهداب أحد أبرز الأسماء في طب الجلدية في المملكة، وهو أستاذ مشارك واستشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد والليزر والطب التجميلي، ورئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى الملك خالد الجامعي في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود. يجمع بين الخبرة الأكاديمية العميقة والممارسة الإكلينيكية المتقدمة، ويُعد من أبرز الأطباء في نشر الوعي الصحي وتطبيق أحدث التقنيات العلاجية والجراحية والتجميلية. في هذا الحوار، يروي بداياته، ويكشف ملامح تطور التخصص، ويحذر من أخطاء شائعة، ويستعرض مستقبل العلاجات الحديثة، ويوجّه رسائل مهمة للأطباء والمرضى.
البدايات والدافع نحو التخصص
بدايةً دكتور، حدّثنا عن بداياتك في تخصص الأمراض الجلدية، وما الذي جذبك إلى هذا المجال الدقيق؟
في نهاية التسعينيات الميلادية، وبعد فترة الامتياز والمرور على تخصصات الباطنة والجراحة والنساء والولادة والأطفال، اتضحت لدي الرغبة في الاتجاه نحو تخصص مباشر بدلاً من البدء بتخصص عام ثم التفرّع منه. وما شدّني إلى تخصص الجلدية أنه يجمع بين الأمراض الجلدية وجراحة الجلد والليزر والتجميل، وهو تخصص دقيق ومتنوع يوفر للطبيب مجالًا واسعًا في العلاج والجراحة والتجميل.
تطورات السنوات الأخيرة
ما أبرز التغيرات أو التطورات التي شهدها تخصص الأمراض الجلدية خلال السنوات الأخيرة؟
بدأ التطور الكبير في تخصص الجلدية بعد عام 2000م، ولا سيما في الجانب التجميلي مع دخول البوتوكس والفيلر وتطور تقنيات الليزر. ثم جاءت النقلة النوعية باكتشاف الأدوية البيولوجية لعلاج الصدفية ثم الأكزيما التأتبية وغيرها، وهي علاجات أحدثت ثورة حقيقية وغيرت المفاهيم العلاجية، ولا يزال التطور مستمرًا بظهور أجهزة ليزر متعددة ومواد حقن متنوعة مثل محفزات الكولاجين وإبر النضارة وتحفيز نمو الشعر، بالإضافة إلى ثورة الإكسوسومز التي تُدرس حاليًا وقد تشكّل مستقبلًا جديدًا للعلاجات الجلدية.
الأمراض الأكثر شيوعًا
ما أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا اليوم؟ وهل لاحظتم تغيرًا في أنماطها؟
الأمراض الجلدية الأساسية لم تتغير خلال العقود الماضية، ولا تزال تشمل: الأكزيما، حب الشباب، الصدفية، البهاق، الثعلبة، تساقط الشعر، الحزاز، الأمراض الفقاعية، الالتهابات الميكروبية، أورام الجلد، ومشاكل الأظافر.
التمييز بين الحالات التجميلية والعلاجية
هناك خلط كبير بين الحالات الجلدية العلاجية والتجميلية، كيف تميزون بينهما؟
الأمراض الجلدية تظهر غالبًا على شكل طفح أو بثور أو فقاعات أو أورام، بينما التجميل يتعلق بالترهل والتجاعيد والتصبغات. ويحدد الفحص السريري طبيعة الحالة. وفي بعض الأحيان يبدأ المرض كحالة طبية مثل حب الشباب ثم يترك آثارًا وندبات أو تصبغات، فتتحول الحالة إلى تجميلية.
الأخطاء الشائعة في التعامل مع مشاكل الجلد
ما أبرز الأخطاء التي يقع فيها الناس عند التعامل مع مشاكل الجلد؟
أكثر الأخطاء شيوعًا هو التشخيص الذاتي عبر محركات البحث أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما يلجأ البعض إلى تجربة كريمات استخدمها آخرون، والكثير منها يحتوي على الكورتيزون، مما قد يسبب ضمور الجلد والتهابات ميكروبية والوردية والتشققات. كما يؤدي الاستخدام الخاطئ لكريمات التفتيح إلى تصبغات دائمة يصعب علاجها.
الليزر: فعاليته وأمانه
إلى أي مدى أصبح الليزر خيارًا آمنًا وفعالًا؟
أجهزة الليزر أصبحت متقدمة جدًا ومتخصصة، فهناك أجهزة لعلاج التصبغات مثل النمش والوحمات والوشوم، وأجهزة لمشكلات الأوعية الدموية عند الأطفال، وأجهزة لعلاج الأكزيما والبهاق، بالإضافة إلى الفراكشنال ليزر لعلاج الندبات والحروق وتحسين نضارة البشرة، وأجهزة لإزالة الشعر غير المرغوب فيه.
متى لا يكون الليزر خيارًا مناسبًا؟
ما الحالات التي لا يُنصح فيها باستخدام الليزر؟
في العديد من الحالات تكون العلاجات الموضعية أو الفموية أو البيولوجية أكثر فعالية من الليزر. كما أن الكثير من التصبغات تستجيب للكريمات الموضعية أكثر من الأجهزة. وفي البشرة الداكنة قد يتسبب بعض أنواع الليزر في تصبغات مزمنة، لذلك يحدد طبيب الجلدية الإجراء الأنسب لكل حالة.
التقنيات الحديثة في جراحة الجلد
حدثنا عن أحدث التقنيات المستخدمة في جراحة الجلد داخل المملكة.
تُجرى غالبية جراحات الجلد تحت تخدير موضعي، وتشمل إزالة الزوائد والأكياس الدهنية والجلدية، واستئصال أورام الجلد، وجراحة موهز الميكروسكوبية لسرطانات الجلد، بالإضافة إلى إجراءات تجميلية مثل إزالة الندبات، وزراعة الشعر، وزراعة الخلايا الصبغية للبهاق، وجراحات الأظافر.
الوعي المجتمعي والعناية بالبشرة
كيف يمكن رفع الوعي بالعناية بالجلد في بيئة مثل السعودية؟
المناخ الحار والجاف يتطلب ترطيبًا مستمرًا خاصة في الشتاء، والوقاية من الشمس بالملابس والقبعات وواقي الشمس. كما أن التدخين من أبرز عوامل الشيخوخة المبكرة. وقد ارتفع الوعي بشكل كبير خلال السنوات العشر الأخيرة، ولدينا حملات توعوية شهرية في العيادات الخارجية والمولات. ولدي قناة توعوية باسم “قناة جلدية jildiyah” على يوتيوب وتيك توك وإنستغرام.
نصيحة للأطباء الجدد
ما نصيحتكم للشباب الراغبين في تخصص الجلدية والليزر؟
تخصص الأمراض الجلدية ممتاز ويتطور بسرعة وهو مرغوب جدًا، وهناك منافسة عالية عليه. وقد توسعت برامج البورد السعودي في مختلف مناطق المملكة. وفي قسم الجلدية بجامعة الملك سعود لدينا برنامجان للتخصص الدقيق: جراحة الجلد والليزر، وطب الجلدية المتقدم، وهما من أبرز التخصصات الدقيقة في المملكة والخليج.