الوطن ولا شيء غير الوطن
تراب الوطن وسهوله وجباله وقممه وشواطئه وبحاره جميعها غالية علينا، فمن الموسم جنوباً إلى الحديثة شمالاً، ومن جدة غرباً إلى سلوى شرقاً تمتد أرض الأمن والأمان والرخاء والعطاء، هذه هي المملكة العربية السعودية التي وحد شتاتها المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في يوم سجله التاريخ بمداد من ذهب.
فلن ينسى التاريخ يوم الحادي والعشرين من جمادى الأولى من عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1032م يوم إعلان قيام المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم ونحن نعيش أياماً مجيدة في ظل قيادتنا الحكيمة منذ عهد المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى عهد قائد نهضتنا ورائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره وسدد خطاه.
ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولدت رؤية جديدة للمملكة لتنقل البلد إلى مصاف الدول المتقدمة، فجاء التحول الوطني برؤية جديدة ومغايرة وغير تقليدية للاعتماد على العنصر البشري الذي لا ينضب بدلاً من الموارد الطبيعية القابلة للنضوب، ومن هنا جاء تركيز برنامج التحول الوطني على التعليم كرافد أساسي لبناء اقتصاد المعرفة.
إذ أدركت حكومة بلدنا الغالي أن التعليم المتفوق شرط أساسي لتحقيق النجاح، والأمثلة على ذلك كثيرة، لعل أبرزها التوسع في التعليم الجامعي، وكذلك استمرار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
ولعلي أستذكر قول المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز: اعلموا أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر. وأن العلم كما يكون عوناً لصاحبه، يكون عوناً عليه، فمن عمل به كان عوناً له ومن لم يعمل به كان عوناً عليه، وليس من يعلم كمن لا يعلم, قليل من العلم يبارك فيه خير من كثير لا يبارك فيه، والبركة في العمل.
وقد قال المغفور له الملك سعود إبان افتتاح جامعة الملك سعود يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة 1377هـ: «بفضل الله تعالى وتوفيقه وتيسيره افتتحنا أول جامعة في مملكتنا، مستبشرين بنعمة الله، داعين أن يكون هذا اليوم فاتحة عهد سعيد مبارك، تزدهر فيه المعارف، ويعم العلم ويسود السلام والأمن والرفاهية في مملكتنا والبلاد العربية والإسلامية».
وأنتهز هذه المناسبة، لأرفع أسمى آيات التقدير والتهنئة القلبية الصادقة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولن أنسى حماة الوطن الذين يذودون عن أشرف البقاع ويحمون الوطن فلهم عظيم الإجلال والتقدير، والشكر موصول لزملائي المعلمين في الصفوف الأولى وحتى مقاعد الجامعة الذين يحملون رسالة عظيمة وشرف كبير.
واليوم إذ تعصف بالوطن دعاوى مغرضة وجماعات لا تهدف للإصلاح وحركات خارجية تحارب المملكة ولا هم لها إلا تقويض الأمن، فإنه من واجب الجميع التكاتف والتلاحم وصادق الولاء لقيادتنا الحكيمة أدام الله عزها، وأن نكون صفاً واحداً ودرعاً حصيناً للوطن لدحر أعدائه في الداخل والخارج، سائلاً المولى عز وجل أن يديم على وطننا الغالي نعم الأمن والأمان، إنه سميع مجيب، وحفظ الله الوطن من كل مكروه.
أختم مقالتي هذه ببيت خالد من شعر ابن الرومي:
ولي وطن آليتُ ألا أبيعه وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
وفق الله الجميع لخدمة وطننا المعطاء.
أ. د. سعد بن ناصر الحسين
عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين