سواعد بناء ودروع فداء
يتجدد معنا في مثل هذا الوقت من العام الذكرى السابعة والثمانون لقيام هذا البلد الشامخ، حيث مهبط الوحي والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، لذا فمن الطبيعي أن تمثل المملكة العربية السعودية عمق العالم العربي والإسلامي.
وتتجدد بنا الذكرى ونحن نشهد تطوراً هيكلياً في مسيرة التنمية الوطنية تشهد له قطارات النماء التي أصبحت تنقل الثروات المكنونة في بلد الخير وأصبحنا نرى سككها تشق طرق المدن بما يعكس ثقافة الحواضر العالمية، وتجذب شهية الاستثمار فيها من قبل أبناء البلد وشركات الاستثمار العالمية، وهو ما يؤكد على كون المملكة قوة استثمارية رائدة.
ومع التوظيف الأمثل لمكانة وامتيازات المملكة بما في ذلك موقعها الجغرافي، فنحن نشهد بروز مكانة بلدنا الكبير كمحور يربط القارات الثلاث، وهذا كله يمثل ركائز القوة التي اعتمدتها رؤية الحاضر لمستقبل المملكة العربية السعودية، كما وصفها بذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –ولي العهد ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية- عند تقديمه لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.
إنه وطن كبير ورمزيته تتجاوز مواطنيه إلى الكثير من شعوب العالم التي ترى فيه القدوة والخير والبركة، لذلك نشدد على شبابنا على أن يكونوا بقدر ما لوطنهم وقيادته من مكانة عالمية، وأن يكونوا سواعد بناء ودروع فداء لمجتمعهم، في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات من حولنا، ويطمع من في قلبه زيغ في ما حباه الله لهذه الأرض من خيرات وبركة.
فالله ندعو أن يرزقنا شكر نعمه وأن يحمي جنودنا البواسل ورجال أمننا في الثغور وأن يتقبل شهداءهم وينصرهم على من أراد بهم سوءاً، وأن يحفظ ويوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لكل مافيه خير الإسلام والمسلمين، وكل عام وبلدنا وأهله ينعمون بسلام وأمان وسعة ورخاء.
د. عبدالله بن أحمد الثابت
عميد كلية العمارة والتخطيط