عندما نقول وداعاً لمن عمل معنا طويلاً
عندما تكون هناك علاقة عمل أو جوار أو تجارة وتطول هذه العلاقة بشكل نسبي ثم تنتهي بعدما يُكتب لها ذلك لأي سبب من الأسباب التي يقدرها الله، مثل الانتقال الدائم أو فراق الحياة، فإنه لا شك سيعتريك شيء من الحزن على مثل هذا الفراق، مهما كانت العلاقة سواء كانت ضعيفة او قوية.
نعم، إنك عندما تقف على محور الزمن ثم تنظر إلى الخلف لتتذكر جليسك أو صديقك أو صاحبك في العمل أو الدراسة الذي فارقك، فإنك لن تنسى أخلاقه وتعامله وسلوكه ودرجة دماثة خلقه وصبره في جميع الأحوال التي مرت بعلاقة العمل التي كانت تربطك به.
مؤخرًا ودعت الكلية مسجلها السابق الأستاذ عادل عبدالخالق طه، حيث عاد إلى وطنه بعد أن خدم الكلية ومنسوبيها لما يقرب من ثلث قرن! خبر حفل الوداع نُشر على الصفحة الرابعة من العدد السابق لصحيفة «رسالة الجامعة».
وفي حفل الوداع رأيت زملاء قدماء درسوا أو عملوا في الكلية سابقًا، وعندما سمعوا بحفل الوداع هذا لم يترددوا في أن يشرفوا الحفل رغم أن كثيراً منهم لديه مشاغل في عمله ولربما أصبحوا من رجال الدولة الذين لا يجدون كثيرًا من الوقت لمثل هذه المناسبات.
الأستاذ عادل طه كان مسجلاً لكلية علوم الحاسب منذ أن كنتُ طالبًا وحتى بداية هذا الشهر، وكان نعم الموظف، يعمل طوال اليوم خدمة لأعضاء هيئة التدريس والأقسام والطلبة، ولربما في عطل الأسبوع وإجازات العام الدراسي بهدف أن تتم العملية الأكاديمية على ما يرام.
إنها ستكون عادة طيبة أن تقوم الأقسام والكليات بتوديع منسوبيها الذين يغادرون الجامعة بشكل دائم، خاصة إذا كانوا ممن عمل في الجامعة لفترة زمنية طويلة، وكان هذا الزميل له إسهامات واضحة في القسم أو الكلية أو الجامعة.
من المحزن أن نسمع فجأة أن شخصًا ما كان معنا في الجامعة يغادر بهدوء ولم يُعمل له حفل توديع حتى ولوكان متواضعاً جدًا، أو حتى أضعف الإيمان أن يكون كشكر له وإخطار لزملائه برسالة جماعية بواسطة البريد الإلكتروني.
أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي
كلية علوم الحاسب والمعلومات
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي