Skip to main content

«التفكير النقدي عند العرب»

أبرز كتاب «التفكير النقدي عند العرب» لمؤلفه الدكتور عيسى علي العاكوب، الأفكار النقدية التي انشغلت بها الذهنيات العربية الناقدة، وطبيعة تصوراتها لقضايا النقد الأدبي عند عرب الجاهلية، وإخضاع الجمالي للديني في الشعر في الإسلام وفي النقد الأدبي أيام الأمويين، من خلال دراسة كتب طبقات فحول الشعراء لابن سلام، والبيان والتبيين للجاحظ، والشعر والشعراء لابن قتيبة، ومعيار الشعر لابن طباطبا، ونقد الشعر لقدامة، والموازنة بين الطائيين للآدمي، والوساطة ودلائل الإعجاز للجرجاني، ومنهاج البلغاء لحازم القرطاجني.
استهل المؤلف مقدمة كتابه بالقول: إن تحصيل الطلاب من أظهر ما ينبغي أن يحرص عليه المعلمون والمربون، ويقتضي ذلك تحديد المادة العلمية المراد إيصالها، وتصنيف عناصرها ومكوناتها، وإيضاح مشكلها، وتقديمها إلى الدارسين وفق منهج يجعل منها زاد معرفياً يسهم في إعداد شخصية قادرة على ارتياد آفاق العلم في مستوياته العليا، وخوض غمار الحياة العلمية المنتجة.
وقد التزم بما استهل، فجاء الكتاب مركزاً على الفكرة النقدية الرئيسية عند كل ناقد وبلورتها وتحديد مكانها في فضاء النقد العربي القديم، حتى بدا الكتاب كأنه في تاريخ الأفكار النقدية، وصرف المؤلف كل جهوده وقدراته إلى تقديم النقد العربي لطلاب العلم على النحو الذي يجعل منه رافداً فكرياً يثري ثقافتهم النقدية، ويمكنهم من تمثل أسباب الجمال في النصوص، مما يقوي ثقتهم بأنفسهم، واعتزازهم بشخصيتهم العربية الإسلامية، وييسر لهم سبل ارتياد مناهل الثقافة الإنسانية.
تحدث عن تاريخ النقد العربي القديم منذ العصر الجاهلي حتى العصر العباسي المتأخر، وجاء في اثني عشر فصلاً؛ بدأ الفصل الأول بالظواهر النقدية عند عرب الجاهلية وما قدموه من بدايات النقد الفطري من خلال أحاسيسهم الجمالية، وفي الفصلين الثاني والثالث نقل أبرز المظاهر والأفكار النقدية في العصرين الإسلامي والأموي وركز على الآراء النقدية للخلفاء والأمراء والفقهاء والنساء والشعراء بعضهم لبعضٍ في ذلك العصر.
وجعل الفصول المتبقية فصلا لكل كتاب نقدي مشهور، درسها دراسة مستفيضة، عرض فيه مادة كل منها، وركز على ما فيها من أفكار نقدية أضافها صاحبها إلى النقد، وما في كل من تطبيقات نقدية جديدة، تميز فيها عن الآخرين؛ فقدم لنا خلالها وعلى الطريقة المشار إليها، كتاب «طبقات فحول الشعراء» لابن سلام الجمحي، و«البيان والتبيين» و«الحيوان» للجاحظ، و«الشعر والشعراء» لابن قُتيبة، و«عيار الشعر» لابن طباطبا، و«نقد الشعر» لقدامة بن جعفر، و«الموازنة بين الطائيين» للآمدي، و«الوساطة بين المتنبي وخصومه» للقاضي الجرجاني، و«أسرار البلاغة» و«دلائل الإعجاز» لعبدالقاهر الجرجاني، و«منهاج البلغاء وسراج الأدباء» لحازم القرطاجني.