ماذا تعرف عن الأنثروبولوجيا؟

سين وجيم

تعني كلمة الأنثروبولوجيا علم دراسة الإنسان، ويرتبط هذا المعنى بالاشتقاق اللغوي لكلمة أنثروبولوجيا من الأصل الإغريقي، حيث تتألف الكلمة من مقطعين، الأول «أنثروبوس» أي الإنسان، والثاني «لوجوس» أي الكلمة أو الموضوع والدراسة، وهكذا يتحدد معنى الأنثروبولوجيا بدراسة الإنسان في أصوله التاريخية التي تمس جوانبه العضوية والاجتماعية والحضارية، وتطور تلك الجوانب عبر الزمان والمكان، وما تفرزه نشاطات الإنسان من أنماط وتراكيب ووظائف وعلاقات اجتماعية متباينة.

وحين يتحدد معنى الأنثروبولوجيا بالجوانب البيولوجية والحضارية والاجتماعية فإن الاتجاه ينصب نحو تفاعل تلك الجوانب في نسق واحد، وليس مجرد إضافة معارف علمية ترتبط بتلك المستويات، وهذا ما يميز الأنثروبولوجيا عن علوم الاجتماع والتاريخ والنفس والبيولوجيا والآداب والفنون.

ويتحدد مضمونها بما تضيفه من معطيات حول الإنسان عبر تطوره وارتقائه من الأشكال الأولية، ودراسة أنماط سلوكه والتغيرات التي تطرأ على بيئته الاقتصادية والاجتماعية، وحول تعاقب الحضارات، لتستمد من ذلك المنظور التاريخي منطلقاً لفهم الإنسان المعاصر ومشاكله السلوكية والحضارية والمجتمعية.

ويسعى عالِم الأنثروبولوجيا في دراساته للإنسان بالمعنى السالف الذكر، لكشف وتصنيف النواحي الجسمية التي تميز الإنسان عن بقية المخلوقات التي تعاصره وتلك التي انقرضت أشكالها، كما يتجه لتحديد الصفات التي تميز الأجناس البشرية وتفاعل تلك الأجناس مع البيئة ليكشف أوجه الشبه والاختلاف بين مختلف الحضارات، فيتعدى اهتمام عالم الأنثروبولوجيا نطاق الوصف للجوانب البيولوجية والحضارية والاجتماعية إلى محاولة استخلاص القوانين والأنساق التي تتحكم في تكوين المجتمعات والحضارات ونموها.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA