Skip to main content

ستون عامًا من البث... المرآة الإعلامية للمملكة

تقرير: ربى الدوسري

في اليوم العالمي للتلفاز نفخر ونتباهى بما هو أعمق من شاشة؛ نحتفي بتلفازٍ حمل صوت الوطن. التلفاز السعودي رحلة وطنية تُروى، بدأت منذ ستين عامًا عندما بُث أول بثٍ رسمي في عهد الملك فيصل -رحمه الله-ليصبح العام الخالد في ذاكرة كل إعلامي، ورمزًا لولادة الإعلام المرئي في المملكة، وأكد الملك فيصل في بيانه أن التلفاز يجب أن يخدم الدين والوطن والشعب، وما زال التلفاز السعودي الى اليوم ملتزمًا بهذه الرسالة مواكبًا ومتطورًا في المحتوى والتقنيات، ليبقى منصة وطنية يفخر بها كل سعودي. في بداية رحلة التلفاز السعودي لم يكن البث سوى ساعة واحدة كل 24 ساعة، ساعة واحدة فقط فتحت الآفاق والبدايات لعصرٍ جديد في الإعلام السعودي، ساعة حملت رسالة التعليم والدين والوطن، وولدت خلالها أولى خطوات الإعلام المرئي السعودي.. ومنذ ولادته لعب التلفزيون دورًا محوريًا في نقل الأحداث الوطنية وخدمة المصلحة العامة، ولا نغفل عن دوره في شتى الظروف والأزمات، ففي جائحة كورونا كان التلفاز السعودي نافذة موثوقة لنقل المعلومات الصحية الرسمية، وإرشادات الوقاية، والمستجدات الحكومية اليومية، محافظًا على المصداقية التي كسبها عبر عقود، ولم يقتصر دوره على المخاطر فحسب بل ساهم في نشر روح التضامن أثناء الأزمات موثقًا جهود الدولة والمجتمع في مواجهة التحديات مما جعله مركزًا أساسيًا للوعي الوطني وحلقة الوصل بين المسؤولين وعامة المجتمع. ولا يمكننا أن نغفل عن دوره المجتمعي والثقافي فالتلفاز السعودي لم يكن مجرد شاشة تبث البرامج، بل كان شاهدًا على لحظاتنا الروحانية وأعيادنا التي عشناها معًا، فهل تُنسى موسيقى رمضان؟ التي كلما سُمعت حن الفؤاد لليالي الشهر الكريم. ففي رمضان تفيض الشاشة بالبركة والتلاوات، وتنقلنا إلى أجواء الشهر من صلاة التراويح إلى دروس العلم إلى أصوات العائلة وهي تتجمع حول مائدة الإفطار، وكأن التلفزيون ينقل روحانية المكان إلى كل بيتٍ سعودي! وفي موسم الحج والبث المباشر من مهوى أفئدة المسلمين وأطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، تُفتح نافذة المشاعر العميقة والتجربة الروحية للأرواح المتعطشة للتقوى ليشعر كل مشاهد وكأنه جزء من هذه اللحظة المباركة. وفي الأعياد والمناسبات الوطنية، رسم التلفاز صور الفرح والاحتفاء والولاء ليخلد في وجداننا كل ابتسامة وكل لحظة فرح عاشها المجتمع. واليوم وبعد ستين عامًا من انطلاقه، يقف التلفاز السعودي كحاضنةٍ للثقافة والتعليم والدين، ومصدر فخرٍ وطني منذ ساعة البث الأولى بالأبيض والأسود، إلى شبكة قنواتٍ متعددة تغطي الأخبار والدين والثقافة والترفيه. أصبح التلفزيون السعودي منصة وطنية متكاملة توثق لحظات حياتنا، تنقل روحانية مناسباتنا، وتعكس هويتنا الوطنية بكل فخر. هذه الإنجازات ليست مجرد أرقام أو تقنيات، بل هي رحلة مستمرة لبناء إعلامٍ سعودي نعتز به جميعًا، ويُجسد رسالة عميقة بدأت منذ البيان التاريخي للملك فيصل رحمه الله، وما زالت حية في كل بث وكل لحظة يشاهدها المواطن السعودي.