Skip to main content

آفاق أكاديمية

الطقس ..كيف الحال!

تناول العديد من الناس موضوع تعليق الدراسة يوم الأحد الماضي خاصة مع اعتدال الطقس وصفاء الجو، وتنوعت الآراء والاتجاهات، ونظرًا للمعالجة الجادة للموضوع في منصة ضمت نخبة من الزملاء والزميلات  فإني أنقل بعض جوانب النقاش الثري.

تناول أحد الزملاء «تعليق الدراسة» من منظور تربوي مشيرا إلى أن «المسألة تتعدى مجرد الحرص على تلقي الطالب العلم إلى مسؤولية غرس قيم «الصبر» و»المثابرة» و»الالتزام» لدى الطلاب»، ودعا الجامعات لعدم الانحناء أمام هبة ريح أو زخة مطر، باعتبارها معاقل بحث ومصانع علماء.

وأحدهم أشار إلى تجربته في إحدى المدن الأمريكية حيث تصادف هبوب عاصفة ثلجية «فعلقوا الدراسة» ليوم واحد لطلاب الابتدائية، وفوجئ الزميل برسالة أنه سوف يعوض هذا اليوم باستقطاع يوم من إجازة الصيف. وعلق قائلاً: «تعلمت من مديرة المدرسة أن كل  منطقة داخل المدينة الكبيرة لها صلاحية التعليق لكنها مطالبة في آخر العام باستيفاء عدد أيام الدراسة كاملة كما حدده النظام وتتصرف دون أي مركزية ولذلك عوضت يوم الإجازة بيوم آخر».

ولم تغب التعليقات الساخرة من «جيل الطيبين» على الطلاب، ومنها: «يعشق الطلاب الإجازات، كانهم مجبورون على الدراسة قهرا، وعند اول هبة ريح أو زخة مطر ترفع الأيادي بالدعاء بتعليق الدراسة!»

وقد ردت احدى الزميلات فقالت:«أتفهم حرصكم وما قد يسببه تكرار تعطيل الدراسة من خلل خصوصاً خلال فترة الاختبارات، لكن يوم واحد يمكن تغطية خلله في أي نظام»..وعللت فرحة الطلاب بتعليق الدراسة بقولها:» أتفهم فرحة الطلاب بتأجيل الدراسة لأن المدرسة ليست بيئة جاذبة، وتعويض اليوم الملغي لا يحل المشكلة الأساسية، وقرار تأجيل الدراسة هو الخيار الأسلم في حال وجود خطر على حياة من هم في ذمم أصحاب القرار أعانهم الله وسددهم. 

زميل آخر قال: «أحوال الناس ليست متساوية ولا متقاربة، هناك من يحضر من أماكن بعيدة.. أو رب أسرة تعطلت سيارته القديمة، غير من يحضرون من أطراف المدينة ولا ننسى الحوادث على الطرق  في مثل هذه الاحوال». 

أحد الزملاء رفع شعار «السلامة أولا» قائلا: «رغم تحفظي على تعليق الدراسة -الجامعية على وجه الخصوص- إلا أن ملاحظة ازدحام الطرق - ولا سمح الله - وقوع بعض حوادث يجعلنا نُغلب جانب الحيطة» مؤكدا أن حديث البعض عن أخطاء «تعليق الدراسة» بناء على اعتدال أجواء ذلك اليوم، نقد غير علمي وغير دقيق خاصة مع وصول تنبيهات من هيئة الأرصاد وتعليق الدراسة إجراء احترازي وحماية للطلاب والمعلمين ذكوراً وإناثاً، بمعنى لو كان هناك استمرار للأمطار وهطولها فربما كانت مظنة حوادث واصابات».

ولم يغب عن حوار النخبة الثري طرح البدائل والحلول وإجراءات يمكن دراستها أو تجريبها، منها تعويض الإجازة بيوم سبت بديل. وفكرة تأخير اليوم الدراسي ساعة واحدة، وتفويج بداية الدوام، وإلغاء أول محاضرة فقط، وإبقاء الجدول كما هو مع عدم احتساب الغياب، واكد العديد اهمية الافادة من نظام التعلم الالكتروني وتفعيل المحاضرات الافتراضية على نظام «Blackboard» .

ونحن بين سندان «جلد الذات» ومطرقة الاستسلام «للرغبات»..بحاجة الى معالجة بالأخص من الجهة المرجعية وهي هيئة الارصاد والبيئة، مع قيام الإدارات التعليمية بواجبها وفق واقعها واحتياجها، فتتخذ القرار المناسب عند وجود ما يستدعي ذلك، حرصا على سلامة طلاب.

ويظل الجدل مستمرا بين شد وجذب حيث نقلت هنا رأي ما يعرف شعبياً بـ»جيل الطيبين».. ولكن-وهو الأهم- ما هو رأي «الجيل الحالي» من طلاب وطالبات الجامعة؟

د. عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa