كشفت دراسة تحليلية حول العلاقة بين مؤسسات رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ووسائل الإعلام، وتأثير هذه العلاقة في تشكيل شخصية هؤلاء الأطفال عن نظرة نسبة كبيرة من الأطفال المشاركين إلى الشخصيات الكرتونية بأنها طيبة ومحبوبة حتى لو أدت أدت أدواراً شريرة، وأنهم تعلموا منها التسامح والتسلية أولاً، والمضاربة ثانياً.
وأوضحت أستاذ قسم الاتصال والإعلام المساعد في جامعة طيبة الدكتورة إيمان عرفات، في الدراسة التي استعرضتها خلال ملتقى الإعلام الأسري، أن نتيجة الدراسة أظهرت أن تعلم التسامح والتسلية حققت المركز الأول، بينما حصلت المضاربة على المركز الثاني من حيث استفادة الأطفال من البرامج التي يخضعون لها.
وقالت: «إن 17.5 في المئة من عينة الدراسة يتعلمون منها المضاربة، وبمعرفة مدى إدراك الأطفال للشخصية التي يفضلونها؛ هل هي شخصية طيبة أم شريرة؟ وهنا تكمن الخطورة، وأظهرت نتيجة الاستبانة أن معظم الأطفال يرون أن الشخصيات التي يشاهدونها طيبة، حتى لو قامت بأدوار الشر».
وفي شأن محاولة التعرف على ردود فعل الأطفال على تصرفات الشخصيات التي يفضلونها؛ هل هي دائماً على صواب أم تخطئ أحياناً؟ كشفت الدراسة أن إجابات 80 في المئة من الأطفال ترى أن الشخصيات المفضلة لديها دائماً على صواب، وهو الأمر الأكثر خطورة على الإطلاق، إذ إنه من هذه النقطة يمكن إحداث التأثير في سلوك الأطفال وأفكارهم. وعن الأوقات المفضلة للمشاهدة، نجد أن 37.5 في المئة من الأطفال يشاهدونه طوال الوقت، ولذلك تأثير خطر في بناء الطفل ونموه الصحي والعقلي والاجتماعي.
وأضافت عرفات أن لهذه الوسائل دوراً في التنشئة الاجتماعية يفوق تأثيره ذلك الدور الذي يقوم به الآباء، كما سعت الدراسة إلى تقصي وحصر أنواع وسائل الإعلام التي تقدمها مؤسسات رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لمنسوبيها، والتعرف على دورها في تعزيز وتنمية وصقل شخصيات الأطفال.
وعند استعراضها واقع الإعلام العربي لاحظت أستاذ قسم الاتصال والإعلام المساعد أن الأفلام السينمائية قدمت أنواعاً مختلفة من المعالجات لصورة المعوق، راوحت بين التشويه والإساءة إلى القيم الإنسانية، كما تناولت تلك الفضائيات قضايا المعوقين بطريقة هامشية، ولم تعطهم حقهم الطبيعي من الاهتمام.
وذكرت عرفات أن هناك محاولة لاستغلال صورة المعوق بصورة كوميدية تسيء إلى المعوق في أحيان كثيرة، بينما يحسب لبعض الفضائيات أنها أفردت زاوية لتقديم الأخبار بطريقة الإشارة للمعوقين الصم والبكم.
إضافة تعليق جديد