التعليم التعاوني يعزز تفاعل الطلاب داخل الفصل الدراسي

خلصت دراسة تربوية إلى أن التعليم التعاوني في حال تطبيقه بشكل متقن فإنه يسهم في تطوير الأركان التعليمية بشكل مباشر، وتعزيز تفاعل الطلاب داخل الفصل الدراسي، ويساعد في حمل الطالب بأن يكون هو المحور الأول والمحرك الرئيسي في العملية التعليمية.
وقالت الدراسة التي عكف عليها مجموعة من خبراء التعليم في شعبة العلوم بمنطقة الباحة التعليمية إن طريقة التعليم التعاوني تقوم على تنظيم عمل التلاميذ في مجموعات صغيرة لمساعدة بعضهم بعضا في تنمية مهاراتهم ومعارفهم، وتعتبر شكلا من أشكال التعلم الرمزي ويشترط فيها حدوث التفاعل بين أفراد المجموعة بجميع أشكالها.
وقد أثبتت الدراسة أن طريقة التدريس في مجموعات لها مزايا، منها أنها تزيد من تحصيل التلاميذ، وتزيد من مهارات التلميذ الاجتماعية، ويكون التلميذ مسؤولا عن تعليم نفسه وزملائه في المجموعة، ويراعي الفروق الفردية بين التلاميذ.
وأشارت الدراسة إلى أن التعليم التعاوني يخفف من الجو التسلطي في الصف، الذي يخلق جوا من القلق، والتحويل إلى جو ودي، موضحة أن طريقة التدريس بالتعلم التعاوني تتفق مع النظرة الحديثة في التربية، التي تهدف إلى نقل محور العملية التعليمية إلى التلميذ، وجعله مشاركا في الموقف التعليمي؛ فهو الذي يبحث ويستكشف ويجري التجارب، بالإضافة إلى خلق روح التعاون وتعلم السلوك الاجتماعي المرغوب داخل الصف وخارجه.
وقالت الدراسة إنه يوجد فرق بين متوسط التحصيل الدراسي لطلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا بطريقة التعلم التعاوني وطلاب المجموعة الضابطة الذين درسوا باستخدام الطريقة التقليدية، عند مستوى الحفظ والتذكر لصالح المجموعة التجريبية، ويوجد فرق بين متوسط التحصيل الدراسي لطلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا بطريقة التعلم التعاوني وطلاب المجموعة الضابطة الذين درسوا باستخدام الطريقة التقليدية، عند مستوى الفهم والاستيعاب لصالح المجموعة التجريبية.
وحول التوصيات، دلت النتائج على أن طريق التعلم التعاوني يؤدي إلى زيادة التحصيل الدراسي، وبالتالي أوصت الدراسة باستخدام التعلم التعاوني كطريقة مناسبة لتدريس مادة العلوم، كما أوصت بقيام الباحثين بدراسة مماثلة تغطي بقية المستويات المعرفية الأخرى وهي «التحليل - التركيب - التقويم» وإجراء دراسة مماثلة لطرق تدريس أخرى مقارنة بطريقة التعلم التعاوني.
واقترحت الدراسة تنظيم دورات تدريبية لمعلمي العلوم في التعلم التعاوني، وتنظيم دورات تدريبية لمحضري المعامل في التعلم التعاوني، وتزويد المعامل بالأدوات والأجهزة والمواد التي تخدم مادة العلوم، وتسجيل فعالية التعلم التعاوني على أشرطة فيديو.
واقترحت الدراسة أيضا اختيار عدد من المدارس المتميزة والمعلمين المتميزين لتطبيق هذه التجربة لمدة عام دراسي، ومن ثم تقويمها بشكل نهائي وتطبيق التجربة على بعض المقررات التي يجد فيها المشرفون ضعفا في مستوى التحصيل الدراسي، وتشجيع مديري المدارس على استخدام أسلوب التعلم التعاوني في مدارسهم وإعطائهم دورات تدريبية مكثفة في هذا المجال.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA