Skip to main content

" الإعلام المؤسسي والسلطة الخامسة"

شهد المشهد الإعلامي تحولًا جذريًا؛ فبعد أن كانت المؤسسات الكبرى والقنوات الفضائية هي المهيمنة، أصبحت المنصات الرقمية قوة جديدة منحت الفرد دورًا لم يقتصر على التلقي، بل جعله شريكًا أصيلًا وصانع محتوى في العملية الاتصالية، مولدة ما يُعرف بـ "السلطة الخامسة".

لم يعد الفرد "متلقيًا سلبيًا" بل أصبح يمتلك "قناة إعلامية خاصة"، قادرًا على طرح الروايات البديلة وتشكيل الرأي العام. الفرد الرقمي يُعيد تشكيل المشهد الإعلامي، والمفارقة هي أن هذا التأثير يأتي غالبًا من قوةٍ غير مهيكلة يمكنها أن تقارع وتتجاوز صدى المؤسسات التقليدية الكبرى. هذا التحول يفرض على الإعلام المؤسسي تحديًا يتمثل في ضرورة تحقيق المرونة، والشفافية، والتفاعل المباشر مع الجمهور لمواكبة الوتيرة السريعة للخبر.

في المقابل، يواجه الإعلام البديل المتمثل في السلطة الخامسة تحديات كبيرة تتعلق بـ المصداقية وانتشار المعلومات المضللة، مما يضع مسؤوليةً أخلاقية ومهنية مضاعفة على الفرد صانع المحتوى. مستقبل الإعلام لا يكمن في إلغاء أحدهما، بل في إيجاد توازن مسؤول بين ثقل المؤسسة وخبرتها، وبين حيوية الفرد وقوته التوثيقية في العصر الرقمي.

عمر فهد التويم - طالب في قسم الإعلام