شاهد ومشهود
إن معالم مجتمعنا السعودي وقيَمه وصورته الحقيقية النقية التي تأسس عليها منذ عهد الدولة السعودية الأولى ما زالت المنهج والنبراس لبلدنا اليوم، وما يشهده وطننا من احتفاء بيوم التأسيس بعد صدور الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- الذي يجّسد تاريخ تأسيس هذا الكيان العظيم، ليس مجرد ذكرى تاريخية؛ بل هو تجديد لاتصال حاضرنا بماضينا، وامتداد لوفاء قادة هذه البلاد لمن تأسس على أيديهم هذا الوطن الغالي، واعتزاز بتاريخنا الذي أرسى أساساً متيناً لتحول البلاد وتقدمها.
تقف المملكة اليوم بقادتها وأبنائها وبناتها بكل فخر للاحتفاء بحضارتها وبإحياء ذكرى يوم التأسيس في عامه الثاني؛ إنفاذًا للأمر الملكي الكريم الذي أصدره سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، هذه الذكرى التي نستحضر فيها تاريخًا عظيمًا لوطن معطاء، ونستحضر مسيرة ثلاثة عقود تحمل في طياتها جذورًا ضاربةً في عمق التاريخ، وبطولات وتضحيات وملاحم وقصص الأمجاد وانتصار الأبطال، وتاريخًا مليئًا بالإنجازات قاده حكام أصحاب حكمة، كانوا ولا زالوا يتفانون في سبيل أن ينعم هذا الوطن العظيم وأبناؤه بسلام وكرامة.
بمزيد من الفخر والعزة نحتفي في 22 فبراير من كل عام بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود، ذلك اليوم الذي يذكرّنا بتضحيات أجدادنا وكفاحهم في سبيل قيام مملكتنا الحبيبة والعظيمة.
يوم نستشعر منه العمق التاريخي الذي مرت به الدولة السعودية باختلاف مراحلها، يوم نعتز فيه بتراثنا وتاريخ وطننا الذي أُسِّس على مدى ثلاثة قرون من المجد والازدهار، تشكلت فيها ملامح هويتنا ومعالم وحدتنا الوطنية.
يحمل احتفال المملكة العربية السعودية بيوم تأسيسها ذكرى أحد أهم أيام هذا الوطن، وهو يوم تأسيس الدولة السعودية التي أسسها الإمام محمد بن سعود منذ ثلاثة قرون، حيث تحديد يوم 30 من شهر جمادى الثاني لعام 1139هـ الموافق ليوم 22 فبراير 1727م ليكون تاريخاً لتأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، وليكون استذكاراً لأمجاد دولة تمتد لثلاثة قرون زاخرة بالمجد والحضارة والتاريخ.
إنَّ يوم التأسيس واحد من الأيام العظيمة التي نشعر فيها بعظيم الفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن المعطاء وهذه الأرض المباركة التي ضحّت بالكثير في سبيل تحقيق أمنها واستقرارها وسلامتها، ففي هذا اليوم ينبغي علينا أن نتذكر تضحيات قادة هذه البلاد المباركة والجهد الكبير الذي بذلوه في سبيل توحيد البلاد تحت راية واحدة، وأعظم راية راية الإسلام.
إن «يوم التأسيس» الموافق الثاني والعشرين من فبراير، لَمناسبة وطنية عظيمة، وحدث استثنائي فريد، نستعرض معه الأمجاد، وتتجلى فيه أصدق سمات الانتماء والولاء والوطنية؛ فيوم التأسيس يأتي تأكيدًا للعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، وتعزيزًا لهويتها الوطنية، واعتزازًا وفخرًا بحضارتها الراسخة المستمدة من قيم وأصول ثابتة، منبعها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
تاريخ أصيل سطرته الدولة السعودية منذ تأسيس كيانها عام ١١٣٩هـ/١٧٢٧م في عهد الإمام محمد بن سعود، تاريخ للوحدة والتلاحم والبناء والنماء، تعززه روح الأخوة التي تجمع مواطني بلادنا الغالية.
سيبقى يوم ٢٢ فبراير يومًا مجيدًا محفورًا للأبد في أذهان كل السعوديين، يوم نعيشه في كل عام فخرًا وعزة وكرامة، نتذكر عظمة اليوم الذي تأسست فيه السعودية الأولى في عام ١١٣٩ للهجرة حيث قامت لتبقى دائمًا قبلة للمسلمين وذخرًا للعرب وتاجاً على رؤوس الأمم، إليك ياوطني نجدد العهد في هذا اليوم وكل يوم بأن نواصل على طريق المجد جيلًا بعد جيل ونسير بك إلى أعالي القمم.