د . مطلق : شخصية الباحث تصنع الفارق في البحث النوعي
البعد الفلسفي يتميز بالبحث النوعي عن الكمي
متابعة: سديم السلمان – فايزة مجرشي
ضمن سلسلة من الحلقات النقاشية التي تقيمها وحدة الدراسات الإعلامية بقسم الإعلام « مدى »، نظم نادي الإعلام الاثنين الماضي حلقة نقاشية بعنوان المنهج النوعي في الدراسات الإعلامية «الفلسفة الظاهراتيّة» ، قدمها المشرف على الإدارة والتحرير في صحيفة رسالة الجامعة الدكتور مطلق المطيري، و أدارها مقرر وحدة الدراسات الإعلامية الدكتور علي بن دبكل العنزي، بمدرج كلية الآداب.
في بداية الحلقة تحدث د. المطيري عن بداياته بالبحث النوعي في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود خلال أول برنامج للماجستير، مديناً بالشكر للدكتور عبد اللطيف العوفي الأستاذ بالقسم الذي كان له السبق في تدريس المنهج و تطبيقاته وأدواته ، ومثمناً جهود الدكتور عثمان العربي في هذا المجال .
بناء عمق منهجي
وقدم د.المطيري وصفاً مفصلاً للبحث النوعي على أنه بناء عمق منهجي لبناء المعرفة ، وفحص وتركيب المعنى، موضحاَ اعتماده على ثلاثة أمور «علم الوجود، المعرفة، القيم» نافياً فكرة احتكار هذه النوعية من البحوث في قسم الإعلام ، حيث لا نقدم أنفسنا كمحتكرين للبحث النوعي بل كمحترمين لقيمته» ، لافتاً إلى البُعد الفلسفي الذي يميزه عن البحث الكمي ، مشيراً إلى حاجته إلى تنظيم اجراءاته و أدواته و بناء مناهجه .
و أوضح د. مطلق أن القائمين على هذه النوعية من البحوث أهم ما يميزها ، مشدداً على أهمية الاهتمام بالباحثين ، معللاً ذلك بأن شخصية الباحث و ذاتيته هي التي تصنع الفارق .
نادى المشرف على الإدارة والتحرير في صحيفة رسالة الجامعة بضرورة الاهتمام بالبناء الفلسفي الذي تنطلق منه هذه النوعية من البحوث، والإلمام بأدواته المختلفة و منها المقابلات المتعمقة و الملاحظة بالمشاركة ، وغيرها .
مفهوم الفينومينولوجيا
وعرف د.المطيري مفهوم الفينومينولوجيا أو الظاهراتية على أنه بعد فلسفي يركز على التأمل وادراك الأشياء وطبيعتها، مشيراً إلى عالم الرياضيات إدموند هوسرل مؤسس هذه المدرسة الفلسفية، ومختتماً طرحه باستعراض الفارق بين الرؤية والرأي ، لافتاً أن الأولى عملية استملاك فردي صاحبها ومقدمها وفيلسوفها واحد على عكس الأراء التي عادة ما تكون متاحة للكل ومتنوعة ولها خيارات، ومشيراً إلى أن هدف البحث النوعي تحويل الرأي إلى رؤية، مستشهداً على ذلك برؤية سمو ولي العهد كونه صاحبها، عرابها، ومقدمها الوحيد.
باب المداخلات
في نهاية اللقاء ، فُتح باب المداخلات لأعضاء هيئة التدريس والطلاب الحاضرين ، والتي بدأت بمداخلة الدكتور جارح المرشدي الذي ركز حول منهجية هذه النوعية من البحوث، بعد ذلك مداخلة الدكتورة ثريا عن أبرز عيوب هذا المنهج حيث اسمته «ذاتية الباحث»، و هو ما يعني تمثيل الواقعة في عقله ووعيه بشكل أكبر، مما يصعب معه تعميم النتائج المرتبطة بهذه الدراسات ، واختتم الدكتور عادل المكينزي بالحديث عن معوقات تطبيق هذه البحوث في المجال الإعلامي، فيما يتعلق بالجوانب النفسية و المهارية للباحثين ، أو الخوف من عدم تحقق الموضوعية في نتائجها .
إضافة تعليق جديد