الدكتور بدران العمر.. سمات إدارية وأكاديمية وإنسانية..!!

 

 

ها هو الفارس يترجل عن صهوة جواده الذي حقق به بطولات وانتصارات، امتدت لأكثر من ١٢ عاماً؛ فقد امتطى معالي الأستاذ الدكتور بدران العمر زمام جواده طوال تلك السنوات، مر فيها على مناطق وعرة، وأخرى محفوفة بالمشاق، ولم يخلو الطريق من واحات وروضات تخفف عناء الرحلة وتزهر نهضة وعقولًا نيرة يشارك فيها فرحة أبناءه وبناته من خريجي جامعة الملك سعود في نهاية كل عام دراسي، ليسهموا في تحقيق رؤية الوطن المعطاء.

ولقد حققت الجامعة أثناء قيادة الدكتور بدران مكتسبات بحثية وأكاديمية ومجتمعية لا يتسع المجال لحصرها فقد تقلدت الجامعة سمعةً مؤسسيةً متميزة، ومركزًا رائدًا في شتى المجالات، وقد تجلى ذلك من خلال مكانتها في صدارة التصنيفات المحلية والعربية ومكانتها المتميزة في التصنيفات العالمية للجامعات؛ إضافة لتطور البحث والابتكار وبراءات الاختراع وريادة الأعمال، وتفعيل الذراع الاستثماري للجامعة في مجال الاقتصاد المعرفي ومشاريع الجامعة الاستراتيجية.

وحين نذكر معالي الدكتور بدران الأكاديمي، أعود بذاكرتي للوراء عندما كنت طالبة ماجستير في برنامج «إدارة الصحة والمستشفيات» في كلية إدارة الأعمال وحالفني الحظ أن أكون تلميذةً لدى معالي الدكتور بدران، لقد كان نهجًا في الالتزام بمواعيده وخفيف الظل بما يطرحه من مواضيع وحوارات تجعل وقت المحاضرة مساحة مفتوحة بين الأستاذ وطلابه، كما وجدنا فيه الأستاذ المتميز، والأخ الناصح الأمين، ونراه حريصًا على حسن هندامه ورقي تعامله، وتتجلى إنسانيته دومًا في المواقف التي تصنع الفارق مع الآخرين.

لقد درست معه مقرر «الجودة في الرعاية الصحية» ، وكان متمكنًا في عرض المادة بطريقةٍ سلسةٍ يحفز فيها طلابه على المعرفة وحل المشكلات، ويشهد طلابه ومن يعرفه على دماثة خلقه وتواضعه بالرغم من تقلده للمناصب ولكنه يلق الجميع بطلاقه وجه وترحيب.

ولا يخفى على لبيب المسؤولية الجسيمة التي كانت على عاتق معالي الدكتور بدران؛ فالتعليم والتعلم مسؤولية تمتد من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل، ولا يكفي ذلك، فلابد من مهاراتٍ وقيمٍ ساميةٍ تتوج هذا التعليم وتصقل جيلًا قادرًا على المشاركة في عجلة التنمية؛ فكما ذكر الراحل غازي القصيبي رحمه الله  « الطريق إلى التنمية يمر أولًا بالتعليم، وثانيًا بالتعليم، وثالثًا بالتعليم. التعليم باختصار هو الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية «.

و لقد برزت جهود الجامعة في جائحةِ كورونا أثناء تولي معالي الدكتور بدران وكانت درسًا يحتذى به لمؤسسات التعليم العالي؛ فقد نجحت الجامعة بفضل الله ثم همة قيادتها ومنسوبيها في حصد مكتسبات وقصص نجاحٍ عديدة في مجالاتٍ كثيرة مثل التعليم، والتدريب والإلكتروني؛ إضافةً إلى الاستمرار في التنمية المهنية والتطوير الإداري وذلك عبر منظومة متكاملة أشرف على تنفيذها معالي الدكتور بدران باقتدار.

أود أن أختم كلماتي برسالة شكر وعرفان أبعثها باسم كل طالب وطالبة خاصة، وباسم كافة ومنسوبي ومنسوبات هذا الصرح العريق «جامعة الملك سعود» عامة إلى معالي الدكتور بدران العمر، من الصعب أن نختزل تجربتك وخبرتك الإدارية والأكاديمية والإنسانية في كلمات..... ولكن نبتهل للمولى بالدعاء أن يجزيكم الله خير الجزاء، فعند الله لا تضيع صنائع المعروف، شكرًا معالي الدكتور بدران لكل علم وعمل سعيت فيه، وكانت لك يد العون في إنجازه، وسيبقى ما بذلته من جهد نقشًا في تاريخ الجامعة، وأثرًا في قلوب طلابك. حفظك الله ورعاك يا أبا عبدالرحمن.

 

د. نوره العفيف

وكيل عمادة التطوير والجودة لشؤون التطوير

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA