جامعة الملك سعود..وتحقيق الرؤية

د.عادل المكينزي

قسم الإعلام

سعت المملكة العربية السعودية منذ إطلاقها رؤية 2030 إلى نهضة التعليم الجامعي والوصول به إلى العالمية من خلال تطوير الأنظمة التعليمية وتطبيق المواصفات والمعايير الدولية، وتحقيق متطلبات الجودة، التي طبقتها في مختلف مؤسسات التعليم الجامعي، فحولتها إلى واقع عملي يعكس رؤية القيادة الرشيدة للإرتقاء بالجامعات السعودية، وقد تحقق ذلك في حصول 12 جامعة سعودية على مراتب متقدمة في تصنيف شنغهاي للعام 2024، وجاءت جامعة الملك سعود في مقدمة الجامعات السعودية وبالمرتبة ال 90 عالميًا، لتكون رقما صعبا واسما لامعا في سماء المؤسسات العلمية العالمية.

 ويعد هذا التصنيف (شنغهاي) أحد أهم التصنيفات العالمية، ويعتمد على معايير دقيقة؛ منها المخرجات البحثية والتعليمية، وكفاءة أعضاء هيئة التدريس، وعدد العلماء ذوي الاستشهادات العالية المدرجين في قاعدة البيانات كلاريفيتClarivate ، وعدد الأبحاث المنشورة بمجلات Nature and Science ، وعدد الأبحاث المفهرسة فى Science Citation Index- Expanded and Social Science Citation Index ، والأداء الأكاديمى للفرد بالجامعة.

ويعد هذا الإنجاز أحد ثمار توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها الدائم والمستمر للتعليم في الجامعات السعودية عبر توفير وتجهيز المعامل بأحدث التجهيزات، وابتعاث الباحثين لأفضل الجامعات، وعمل على إنجاح البرامج التطويرية كمراكز التميز، والشراكة المجتمعية، والكراسي البحثية،  ومعهد النانو، ومعهد التصنيع المتقدم، ومركز الصناعات العسكرية، المجالس الاستشارية وغيرها من المبادرات.

ولا يغيب عنا الحديث عن الجهود الحثيثة المبذولة في النهوض بالمستوى العلمي والبحثي للجامعة، عن طريق المبادرات التي أطلقتها عمادة البحث العلمي خلال العام الماضي  فقط كمبادرة دعم تأليف الكتب العلمية المرجعية، إذ تم إصدار(20) كتاباً علمياً، إضافة إلى مبادرة ترجمة الكتب التي أثمرت عن (25) إصداراً من الكتب المرجعية، وهو ما أضاف ثراءً للمكتبة العلمية العربية؛ كما قامت العمادة بجهود كبيرة في دعم المؤتمرات العلمية من خلال المشاركة في (70) مؤتمراً ومنتدى علمي، مما أتاح للباحثين الفرصة لتبادل الأفكار والمعرفة مع زملائهم من مختلف أنحاء العالم.

وفي إطار دعم التعاون البحثي الدولي، نظمت الجامعة (33) زيارة بحثية، مما أسهم في تعزيز الشراكات الأكاديمية والبحثية مع المؤسسات العلمية العالمية، وذلك من خلال برنامج المجموعات البحثية الموجهة، حيث تم نشر (1375) ورقة علمية، مما يدل على الأثر الكبير لهذه المبادرة في تعزيز الإنتاج العلمي للجامعة.

وفي هذا السياق، لا يمكن ان ننسى الدور المحوري الذي تؤديه وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي في توجيه ودعم هذه الجهود، إذ تعمل الوكالة بجد وعلى توفير البيئة المثلى للبحث العلمي، وتقديم الدعم اللازم للباحثين لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة والابتكار في الأبحاث المنشورة.

وعند الحديث عن منجزات الجامعة يبرز بفخر أن الجامعة قد نشرت في عام 2023م أكثر من (10,000) ورقة علمية، منها أكثر من (1,000) بحث علمي منشور في أعلى المجلات العلمية تصنيفاً في العالم، ما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة لدعم الباحثين والبحث العلمي.

وبقى أن نستذكر كلمة قالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومهندس الرؤية، رئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار، في مستهل الإعلان عن التطلُّعات والأولويات الوطنية:» اعتمدنا تطلُّعات طموحة لقطاع البحث والتطوير والابتكار، لتصبح المملكة من رواد الابتكار في العالم.» هذه الكلمات تؤكد على أهمية العلم والبحث العلمي في بناء مستقبل مشرق للمملكة، وتشجيع الأجيال القادمة على السعي نحو التفوق والإبداع في مختلف المجالات العلمية.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA