التفكير النقدي

التحكم بالذات .. قرارٌ وخطوات

تعتمد عملية التحكم بالذات بشكل كبير على ما تم برمجة الشخص عليه طوال فترة طفولته وصولاً لشبابه، حيث يحاول الأهل منذ الصغر تدريب أطفالهم على التصرف بطريقة يرونها الأفضل والأنسب، لدرجة أن بعضهم يكون نسخة مصغرة عن والديه، مما يؤدي إلى حصر قدراته ومواهبه وعدم مقدرته على التحكم بذاته بحرية في هذه الحياة.

ثقتك بنفسك مصدر قوتك

الثقة بالنفس تعني تقدير الذات والشعور بقيمتها وقدرتها على الإنجاز، وهي إحدى أهم الجوانب الإيجابية في شخصية الإنسان، فهي التي تساعده في تحقيق الأهداف والغايات التي يسعى إليها، كما تُعينه على الصبر وتحمّل الصعاب ليصل أخيراً للنجاح.

يواجه العديد من الأشخاص مشكلة ضعف الثقة بالنفس على اعتبار أنّ لديهم بعض الأشياء الناقصة سواء شكلاً أو فكراً، لكن الحقيقة أن لا أحد يملك صفات كاملة مطلقاً، وإنّ ما يميّز شخصاً عن آخر هو فقط الثقة بالإمكانات والرؤية الإيجابيّة لما يملك من ميّزات.

سين وجين

الصفات الواجب توفرها في من يسعى لتطوير ذاته تشمل: تحمّل المسؤولية الذاتيّة، الالتزام بقيم ومبادئ إيجابية، التضحية بالجهد والمال والوقت، القدرة على السيطرة على الذات، تأييد الآخرين أثناء العملية التطويريّة، التطوّر المستمر، الصبر، الثقة في الذات، التفاؤل والطموح والهمة العالية، البدء بالأولويات، وعدم ترك العثرات تتراكم. 

التمسك بالقيم مؤشر على النضج والفهم

يعرف مصطلح القيم بأنه المبادئ والأخلاقيات والمبادئ التي نستخدمها ونمارسها في الكثير من تفاصيل حياتنا اليومية، ومن وجهة نظر علم الفلسفة فإن القيم هي تلك الجزئية من الأخلاقيات والغايات التي ينشدها الإنسان ويسعى لتحقيقها وتكون جديرة بالرغبة لديه سواء أكانت تلك الغايات من متطلباته الذاتية أو حتى لغايات ينشدها الإنسان في داخله.

عبر عن نفسك ومشاعرك بثقة

لكي تعبر عن نفسك وأفكارك ومشاعرك بثقة، عليك أن تطور ذاتك من خلال تحسين مؤهّلاتك وقدراتك وإمكاناتك الشخصية، بالإضافة لتحسين مهارات التواصل، وفهم الآخرين، ومهارة التعامل مع الذات، والسيطرة على ردود الأفعال، وتقوية مواطن الضعف.

سين وجيم

يسعى الإنسان دائماً وفي مختلف مراحل حياته لاكتشاف نفسه ومعرفة ما يريد، حيث يبدأ بالبحث عن ميوله الدراسية ثم ينتقل لاكتشاف ميوله في الحياة بشكل عام، مثل ميوله الرياضية أو هواياته المختلفة مثل الكتابة أو القراءة أو التجارة أو غيرها من المجالات.

قصة الأصمعي والأعرابي

رُوي عن الأصمعي، وهو عبدالملك بن قريب بن عبدالملك بن علي بن أصمع الباهلي «121 هـ- 216 هـ/ 740 - 831 م» راوية العرب وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، أنه قال: كنت أقرأ قوله تعالى: )وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(. وكان بجانبي شيخ أعرابي فقال: كلام مَن هذا؟ فقلت: كلام الله. قال: أعِد. فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله. فانتبهتُ فقرأت: )وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(. فقال: أصبت!